قال أحد المريدين : كيف لنا أن نتحرر من الواجب، وكيف يمكننا أن نعرف أنه صار لنا واجب نؤديه؟
رد الحكيم : كان أحد الأشخاص يصاحب قوما، وكان يرى نفسه مرتاحا وسط ذلك القوم، ولكن أتى يوم و تغيرت أحوال نفسه، مثله مثل جميع البشر الذين يقفزون من مرحلة إلى مرحلة. أصبح يرى أن ذلك المجتمع لم يعد كيفما كان؛ أصبح يشمئز من أفعالهم وكلامهم وضحكهم، صار كل شيء يثير فيه مشاعر كره و نفور، ولكن لم يستطع التحرر منهم، حيث أصبح هناك فعل "يجب عليك فعل ذلك" ؛ مثل يجب عليك مصاحبتهم إذ كانوا أصدقائك من مدة، فلو صار المرء يسمع هذه كلمة في أعماق نفسه فليقل "اللعنة على الواجب" فلا شيء يستطيع كبح إرادة فرد حتى لو كان مكبل بكثير من الأشياء، و إذا لم يستطع الفرد التحرر من ذلك الواجب سوف ينمو بداخله حقد مفرط تجاه ذلك القوم رغم أنهم لم يتغيروا. إذن، لكي يتحرر المرؤ من ذلك الفعل فليثبت وجود تغيره و يصارحهم : إنني وسطكم صرت أشعر بالإشمئزاز، ولو بقيت وسطكم سأصبح حاقدا عليكم، فلنفترق بكل حب، وبذلك الحب قد نجتمع من جديد. سيكون وقع تلك الكلمات قاسيا، ولكنه أفضل من الحقد.



Share To: