في الصباحِ الباكرِ
 وقبل شروق الشمس
 كانت الغمامة خارجة من شطِّ بحر العرب 
غطّتْ خلفها كل الاودية والقرى بثوبها الأبيض الناصع التي تجُرَّهُ بيدها اليسرى بدلال وغُنْجٍ
 كان قوامها منتصباً ممشوقاً تسير بِخفّة في إتجاه  الشمال حيث أنا واقفا على ثغر الجبل الأكثر ارتفاعا بالمنطقة....
وعندما اقتربتْ مني فتحت لها ذراعيا ولملمتُها بين جوانحي اخذت أضُمَّها إلى صدري بشوق ولهفة...
 ألْتَفَّتْ على جسدي وأحاطتني ببياض ثيابها الحريرية المرفلة...
ذابت بين ذراعيا نَدَاً وذبتُ بين ذراعيها وَجْدَاً..
لم أتركها تواصل مسيرها
 فأنا العريس الذي  كان ينتظر قدومها من صالة الأعراس ... 
 الشمس عند شروقها وبأشعتها الذهبية أضْفَتْ على ثوبِ الغمامةِ لوناً ذهبياً وبدا شفافاً أكثر ليريني ما هو مخبئ من مفاتنها...
على الصخرة الملساء عند فم  الجبل اضجعتها على ظهرها (ووسدتها زندي وقَبَّلْتُ ثغرها*) 
لمِّيِتني بين ثنايا جسدها وغطّيتني بثيابها الواسعة الفضفاضة التي اخذت تجرها وتسحبها لتلتم علينا وتخفينا عن أعين الخلق...
 استمتعت بسويعات حتى ارتفعت الشمس وتلاشت الغمامة من بين أحضاني ولم يبقى سوى بعضاً من  نداها على وجهي وناصيتي كذكرى عبور...



Share To: