إرحم ضعفي | الشاعر المصري رمضان بر

لَا أَدْرِي كَيْفَ غَمَرَنِي صَمْتِي

تَتَحَدَّثُ تُبْهِرنِي تَسْتَرْسِلُ

ارْحَمْ ضَعْفِي وَكِيَانِي وَحَيْرَتِي

ارْحَمْ أُنْثِي فِي نَبْضِي

قَبْلَكَ كَانَتْ تَتَفَاخَرُ بِالْقُوَّةِ

امْرَأَةً فِي رِدَاءِ النَّصْرِ

اصْرَتِ الَا تَرْكَبُ امْوَاجَ الْبَحْرِ

أَلَا تَسْمَعَ لِلْحبِّ

كُنْتُ أَتَفَاخَرُ بِالْقَتْلَى

عَلَى أَعْتَابِ صَمُودِي

عَدَدِ قَتْلَايْ وَلَنْ تُحْصِي

ارْحَمْ ضَعْفِي

وَنَبْضَةً أَخَذَتْنِي لِإِعْصَارِك

لَا تَتْرُكْ يَدِي الْمَمْدُودَةِ

إِنِّي أَغْرِقُ

 أَغْرِقُ فِي رِحْلَةِ تِيهْ

أَنْقِذَنِي مِنْ دَوَّامَةِ عِشْقِكَ

قَدَمَايَ مَا عَادَتْ تَحْمِلُنِي

سَيِّدِي ارْحَمْ أُنْثِي

عَاشَتْ مِنْ أَجْلِكَ

كَانَتْ تَنْتَظِرُكَ

لَمْ أُسَيْدْ عَلَى قَلْبِي أَحَدًا

فَقَدْ كُنْتُ سَيِّدَةَ رِجَالِ الْعَالَمِ

 سَيِّدَتُكَ أَمْرِي وَعَرْشَ الْقَلْبِ

 فَارْحَمْ حَالِي اشْتَقْتُ إِلَيْكَ

لَوْ أَخْبَرْتُكَ قَتْلَايَ لَعَلِمْتُ

أَنِّي كُنْتُ مَلَكَةَ نَحْلٍ

تَجْرِي وَالْكُلُّ يَلْهَثُ لِيَلْحَقَهَا

أَرْتَفِعُ فَوْقَ سَمَاءِ الْكَوْنِ

حَتَّى يَتَسَاقَطَ أشباه رجال

فَقَلْبِي مَحَالُ

قَلْعَةٍ لَا يَسْكُنُهَا رِحَالٌ

ارْحَمْ ضَعْفِي

فَإِنِّي امْرَأَةٌ خَضَعْت

 عَشَقْت فِيكَ كُلَّ جَمَالٍ

أَنْتَ رَجُلٌ تَعْشِّقُنِي بِكِيَانِكَ

صَمْتُكَ فَضَاحَ

لُمْعَةَ عَيْنَيْكَ

 وَالْبَسْمَةُ تَمْلَأُ وَجْهَكَ

فَاهْمِسْ فِي أُذُنِي أَنَّكَ تَتَمَنَّانِي

إِيَّاكَ بَعْدَ الْآنِ أَنْ تَصْمُتَ

امْلَأْ دُنْيَايَ ضَجِيجٌ مِنْ بُوحٍ

أَيْقَظَ أُنْثَايَ مِنِّي

أَيْقَظُ عُمَرَي ضَاعَ بِدُونِكَ

يَبْحَثُ عَنْكَ

وَجَدْتُكَ

 فَارْحَمْ ضَعْفِي

 وَحَيْرَتِي وَحَالِي

 _جَرَحْتُ صَمْتِي بِصَمْتٍ

يَتَحَدَّثُ بِلُغَاتِ الْعَالَمِ

يُخْبِرُهَا مَعْنَى الصَّمْتِ