قضيت اسبوعا كاملا، على وجه التحديد ،وسط حدائق *مدينة الرائحة الساحرة*، عانقت أجمل مزارع الورود فى حياتى ، عشت فترة من الزمان ،حقيقة كنت فى حاجة اليها ، وكان ذلك العشق ، لا يفارقنى قبل بداية الرحلة،
شرق مدينة ورزازات الشهيرة باستوديوهاتها العالمية، عل نهاية طريق تتخلله القصبات والحدائق، حيث تبدو
*قلعة مكونة* ضيعة خلابة، تعزف ورودها سيمفونية الالوان والروائح .
لزلت اعيد صورها الرائعة ، وراء جبال السنين والايام التى باعدت بيننا ، دون حشمة او احياء
كان وصولى إلى* قلعة مكونة *اخر النهار ، وخيوط الشمس الذهية ترقص على موسيقى النحل، فوق كميات الورود التي تغطي الحقول والمزارع.
فاحسست ان الروائح الزكية تداعب حواسى، المتعطشة ، من بعيد الى جمال الورد ،فتوقظ بداخلى هيجان الشعور المتوحش ،وانا اقترب من مراكز تقطير الورد ، اسير الأجواء، المشبعة بالأبخرة المعطرة، المنبعثة ،من مشتقاتها المختلفة كأنه احتفال ليلة عيد كنائس الرهبان القديمة ،
،فتتوزع ما بين العطر السائل، ومواد التجميل، ومواد التطهير السائلة والصلبة، ومصنوعات الديكور المنزلي.
مهرجان الورد فرصة لجذب السياح لهذه المدينة المنعزلة التي تحيط بها جبال الأطلس الشاهقة، ومنتجها الفريد، الذى يشجع الزوار على اقتناء الورود العطرية .
.لكن الامر الذى ادهشنى ، واستغربت له كتيرا ، ان اختيار ملكة جمال الورد تحول من عرسا شعبيا يجمع بين القبيلة الى صراعا سياسيا بين ابناء العمومة والجيران
فاعتبر بعض السياسين الجدد أن “الجمال الحقيقي الذي يجب أن ترتكز عليه مثل هذه المسابقات هو الجمال الداخلي، والمؤهلات العلمية والثقافية”، مشيرين إلى انهم “سئموا من الاشكال المتكررة والمعايير المعتمدة في مثل هذه المسابقات”.
من جهتهم استنكر عدد من شباب القبيلة ، الهجوم الذي تعرضت له ملكة الجمال الفائزة بالموسم مؤكدين أن “الجمال الخارجي ليس معيارا أساسيا في اختيار الملكة، ولجنة التحكيم هي التي لها كامل الصلاحية في الاختيار، ولا يمكن الطعن في اختياراتها، لكونها تعي جيدا عملها، وإنما الاختيار يجب أن يقرأ بدلالات عميقة إنسانية لتعزيز قيم التآخي والمساواة ونبذ كل أشكال التميز العنصري”.
مؤكدين أن الجمال الخارجي ليس معيارا أساسيا في اختيار الملكة، مشيرين إلى ان قطف الورود الذي يعد معيارا أساسيا للمشاركة في هذه المسابقة إلى جانب الإنتماء الجغرافي وكذا الإلمام بتقاليد وعادات وأكلات المنطقة، وهو ما يتوفر في احدى الفتيات الفقيرات التي تنافست مع 10 فتيات أخريات لنيل لقب ملكة جمال الورود.
وفي هذا الإطار، قال بعض السياسيين المناهضين للفكر العنصرى، إن تتويج ملكة جمال الورود، هو “ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ للانسانية للعالم من خلال ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ،
لكن وﺭﺑﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﻉ ﺑﻬﺎ، قام رئيس اللجنة المنضمة بتتويج ﻓﺘﺎﺓ ﺳﻤﺮﺍء ﻣﻠﻜﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ،وﺍﺻﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ وإنما ﺍتقان ﺍﻟﻤﺘﺮﺷﺤﺔ ﻟﻘﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ أخرى ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺻﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻠﻜﺔ، ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ وإنما ﺑﻤﻠﻜﺔ ﻟﻘﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻔﻲ، ﺣﻤﻮﻟﺔ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻱ ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ ﻟﻠﻔﺎﺋﺰﺓ ﺑﺎﻟﻠﻘﺐ ﺫﺍته.
وأضاف احد الشباب من ابناء المنطقة الذى حضر من فرنسا خصيصا لهذه المناسبة، ان موسم الورد ، بالنسبة لأهل المنطقة، الشيئ الكتير وأن المنظمون أخطأوا بإشاراتهم ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭة ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﻣﺮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻠﻜﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ. ﻷﻧﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺿﻤﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﻢ ﻗﻴﻤﻲ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺇﻻ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻟﺐ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ”. مؤكدا بأن “هذا ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﺳﻤﺮﺍء ﻣﻠﻜﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ﻋﻮﺽ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻧﻬﻢ ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﺩ”.
ﻭ اتخذ الصراع نهجا اخر ، وهذا ما سمعت من احد شيوخ القبائل يصرح به لبعض المنابر الاعلامية التى كانت تعاين الحدث.
لقد ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺒﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻋﻦ رأيه فى ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ، ﻭﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﻴﻪ ﻧﻘﺎﺵ ﺍﺧﺮ ﺣﻮﻝ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻩ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻮﺽ ﺃﻥ ﺗﺒﺮﺯ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﻴﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭالتآﺧﻲ…، ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻛﺮﺭﺕ..ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻬﺎﺭﺓ ﻗﻄﻒ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ …ﻭﺍﺷﻴﺎء أﺧﺮﻯ،
وهكذا علمت ان السياسة التى لا تجعل القيم الروحية ، والاخلاقية هدفا فى الحياة ، تكون عبثا ودمارا لكل المبادئ الانسانية فى الحياة .
Post A Comment: