أُحُبِّكِ أمِّي | الشاعر المصري محمد أحمد حسن

أحُبكِ يا زمانَ الحُلمِ

يا بحرًا يُطهِّرُني من الهَمِّ

و يا نبضًا بقلبِ القلبِ

يسبحُ كلَّ العمرِ في دمِّي

أُحُبكِ أمِّي

لأنَّكِ أولُ مَنْ شاهدتْهُ عُيوني

وأولُ مَنْ قدْ حَملْتِ شُجُونِي

وأولُ بحر جميل 

تركتُ على شاطئيه هُمومي

وأولُ مَنْ عَانقتْني

وأولُ مَنْ قَبَّلتْني

وأنكِ أنتِ الملاذُ الوحيدُ

الذي يَحْتويني

...................

أُحُبكِ أنتِ 

لأنِّي قرأتُ بعينيكِ

أسرارَ كلِّ الدُّولْ

وأنَّكِ أنتِ التي قدْ زرعتِ

 بقلبي زهورَ الأملْ

قرأتُ بعينيكِ 

كلَّ المسافاتِ

كلَّ الحكاياتِ

كلَّ القُبَلْ

...............

أُحُبكِ أمِّي 

أعودُ إليكِ بحُلمي المسافرِ 

في كلِّ دارْ

سنونٌ منَ العمرِ ضاعتْ

وما زِلتِ أنتِ 

تعيدينَ عُمري لِحُلمِ الصِّغارْ

أعودُ إليكِ لأَنِّي

تأكَّدتُ أنَّ العصافيرَ

تأوي مساءً لهذا المزارْ

تأكَّدتُ أنَّ الدموعَ التي في المَآقِي

تُعبِّرُ عنكِ

وتشتاقُ عنكِ

وأنَّ وجودي بأيِّ مكانٍ

وأيِّ زمانٍ يُسائِلُ عنكِ

...........

غريبٌ أنا في الحياة

إذا ما تناءيتِ عنِّي 

فقلبُكِ أنتِ الوطنْ

ووجهُك أنتِ الزمنْ