حين تكون السعادة في الدنيا مبنية على الصراع، لا يشعرالرجل بالسعادة إلا إذا اختارته أنثاه على من سواه، ولا يشعر بها إلا إذا كان عنده ما حُرم منه الأخرون، ولا تختلف المرأة عنه في ذلك، وبالتالي فإن الجنة بالنسبة له لا تحقق له السعادة، فالجنة لا صراع فيها ولا تنافس يُشعره بشغف الحياة؛ يحتاج الإنسان فعلا أن يُنزع من قلبه الغل والحسد والحقد. 

 في الجنة تصبح زوجة الرجل أجمل، وله كثير من الحور المقصورات عليه، ربما يقضي في حضن احداهن 70 عاما، ولا يفكر في التطلع إلى نساء غيره، في الجنة لا يحتاج الإنسان إلى المال، فكل شيء يريده يحصل عليه، ولكن قد يكون ذلك مدعاة لشعوره بالملل!

 يحتاج الإنسان دائما إلى أمل يتطلع إليه، الإنسان يتطلع دائما إلى الشعور بتحقيق الذات ويفتقر إلى التقدير، ربما في هذا الإطار نفهم موقف الرجل الذي استأذن ربه في أن يزرع!!

في مقابل هذه الطبيعية الإنسانية، لدى الإنسان أيضا حنين دائم إلى الراحة والدعة والسكون والنعيم، الذي لا يكون إلا في الجنة.

أعتقد أن حل هذه المعادلة لابد أن يبدأ مع الإنسان في مرحلة مبكرة جددا من حياته، حين يحدد طبيعة العلاقة بينه وبين الله، الذي خلقه ورزقه، والعلاقة التي بينه وبين الناس ماذا يريد منهم ولهم؟، وقبل ذلك يفهم طبيعة نفسه وذاته.





Share To: