عندما يُسافِرُ ٱلْفنانُ في مسارب ٱلْعين وأبعادها ومساحاتها ليشكل لوحاته ..تتخذ ٱللّوحة إطارا، وتتشكل أبعادها وَفْقَ توجه ٱلْمُبدعِ وحدسهِ ..تَجِدُهُ لاَ يفتأ يبحث عن لغةٍ خاصةٍ به وعن بَصْمةٍ تَمِيزُهُ عن غيْرهِ ..فيلجأ لتشكيل مساحاتٍ فنيةٍ تعبيرية بأبعاد شتَّى..
يُطِلُّ علينا ٱلْمبدع وٱلفنان ٱلْمصري"أمجد عبد ٱلسلام" في رحلة فنية تشكيلية أخرى ٱشتغل فيها على تيمة/ موضوعة ٱلْعَيْن ..هاته ٱلْحَاسّة ٱلتي من خلالها نبصر ٱلْعَالم وٱلْوجود، وقد أضفى عليها أبعاد أخرى إذ عاد إلى ٱلثُّراث وٱلْمَوروث ٱلشّعبِي لِيَحْفُرَ فيه فتجسدت هاتهِ ٱللّوحات وٱلْأعمال ٱلتي بين أيدينا ..
زَخَمٌ مِنَ ٱلتّقاطعاتِ ٱللَّوْنيةِ وٱلْأشْكالِ وٱلتّرميز وبعض ٱلْكلماتِ ٱلتي ٱجتاحت ذات ٱلفّنان لتنضاف للعمل ٱلْفَنّي..
هي ٱلْعَين نافذة ٱلْفنان على ٱلْعَالم وعلى ذاته ..خريطة بصرية لا تفترُ عن رسْمِ أبعاد وأبعاد وأسئلة ومواقف متباينة ..ٱلْعيْنُ تَتَحَوَّلُ إلَى ذَاكَرةٍ تصويريةٍ وتخزينية لتترجم فيما بعد ٱختزالاتها في أعمالٍ تجوبُ فكر وروح ٱلفنّان ٱلدكتور أمجد عبد ٱلسّلام .
وسرعان ما تتحول إلى فكرة ٱستنطقها ٱلْمُْبدِع فكانت تقاسيم وجه ٱمرأة وٱستوت وشماً في كف إلى جانب بعض ٱلْأشْكال ٱلْهَنْدَسية ..
هي عين ترصد مشاعر ٱلْفنّان فٱنكتبت حروفا شوق ووفاءٍ وَحُبٍّ ..هي ٱلعين/ ٱلْعيون تستعيد حروفا يرددها ٱللّسان ..
حفر على جسد ٱللّوحة وتطريز بلغة ٱلْحُروف لمشاعر تجتاح ذاته ٱلْمُبدِعة :
لي في ٱلْماضي
بيت
بقايا
عينيك ..شوقا
رجعت أردد بعض ٱلْحروف
وعاد لساني ....
إنها ٱلذّاكرة ٱلْبَصَرية تشتغلُ بٱلْموازة مع ذاكرةِ ٱلْقلبِ ليَكُونَ هَذَا ٱلْفُسَيْفِساء ٱلْفَنّي وهذه ٱلتّمَوُّجَات ٱلتّشكيلية.
مساحة ٱلْعين تشتغل على ٱلْماضي وٱلْحاضر ..ليست مجرد تأثيث عابرٍ ..(( عيني وعينك درب طويل )).
عموما، تتغذى لوحات ٱلفنان ٱلتشكيلي ٱلمصري أمجد عبد ٱلسّلام على ٱلتراث ٱلشّعبي ٱلذي أسهب كثيرا في ٱلْحديث عن ٱلْعين ...
إِنّ ٱلْعين ليست مجرد حاسة للْإبصار وَنَقْلِ ٱلصُّورِ ..هي لغة أخرى/ (( لغة ٱلْعيون )) ..
وللعيون لغتها ٱلْمتفردة ...هي نافذة ٱلرُّوحِ وٱلْقلب ..
فٱلعين ترسل وتبث رسائل تحتاج لتشفير علاماتها ٱلثقافية وٱختزالاتها في ٱلثقافة ٱلشعبية بٱعتبارها رسالة تواصل أيضا ..(( ٱلقناة ٱلبصرية))..
إن قراءة أعمال ٱلفنان "أمجد عبد ٱلسلام" تحتاج أيضا لتسنين خاص لفهم أبعاد توظيف موضوعة ٱلْعين..
كانت هاته ٱلورقة قراءة ٱنطباعية في هاته ٱللوحات ٱلتي شدتني إليها ..
ٱلْعين هي مفتاح لإضاءة متاهات وخريطة وجه ٱلْكائن ..إذ تضيء حالات ٱلنّفس وأغوارها ..كما لها جاذبيتها ..
إنّ ٱلتَّرْكِيزَ علَى ٱلْعين لَم يأت من فراغٍ..إذ وجب قراءتها بمعزل عن ٱلْجانبِ ٱلْحِسّي (( حاسة ٱلْبصر وٱلرؤية))؛ فنظرة هاته ٱلْأخيرة للأشياء تختلف ..وهنا نكون إزاء عين ٱلْمبدع من جهة وعين ٱلْمتلقي / ٱلقارئ من جهة ثانية ..
Post A Comment: