لم يعد الحب قبلة لليمنيين حتى يطوفوا حول عرش بلقيس بلا سلاح ويتبادلوا الهدايا والأناشيد  المفعمة بالغرام، غرام العهد الذي قطعوه لله ثم للوطن والثورة والوحدة..

في هذا اليوم  يتبادل الجميع الورد والقبل و الرومانسية والحنان، بينما نحن اليمنيون نتبادل طلقات الرصاص في الجبهات ونصلي على كوكبة من الشهداء ..

في هذا اليوم تجتمع الأسر وتتحدث فيما بينها بكل عاطفة وود ووئام، بينما نحن اليمنيون مشتتون في الدروب وممزقين من كل الجهات وغرباء داخل الواطن وخارجه..

في هذا اليوم يتصافح المختلفون ويؤجل المسافر رحلته ويعود المغترب إلى أرضه ..بينما نحن اليمنيون تزداد دائرة اختلافنا لاختلاف قلوبنا المتفرقة فتهجر الفرحة أبواب منازلنا وتمقت مفاتيح السعادة أصابع أيادينا.. 

في هذا اليوم يأتون الأطفال والأولاد إلى أمهاتهم يحملون شهائد ميلادهم وتخرجاتهم وإنجازاتهم  ..بينما تجلس  أمهات اليمنيين على مقاعد الحزن يمضغن غصص الفراق وكآبة الواقع  وهم ينتظرون ملامح أولادهم التي غابت منذُ إنطلاق أولى شرارات الحرب..فتنهمر أعينهم بالدموع كلما كسفت على لحظات انتظارهم شمس الغياب ..

في هذا اليوم تعود علاقة حب بعد عقد من الزمن، وتحكى قصص العشاق ،وتلتقط آلاف الصور لالآف المحبيين، بينما تجد اليمنيون يزورون جرحى أولادهم ويرقصون رقصة التانغو السياسية على رائحة الدم و أقدامهم المبتورة ..
فمتى سنتصافح ونتحد ونغني بصوت واحد ونعانق ناطحات السحاب وسهيل اليماني ..من أجل مجد الحميريين ونقوش سبأ وسد مأرب و ثقافة تعز وصنعاء وعدن، ومن أجل  تاريخ وأرض السعيدة وجغرافيا المواطن وتربته الخصبة التي أصبحت محطة  للأطماع وساحة للتجارب و الهيمنة ..








Share To: