الانطباعات الأوليه ليست بالضرورة أن تكون دائماً صائبه ، فنجد أن جوهر المرء يتجلي بالخوض في مواقف عديده معه تكشف عن حقيقته و عما يضمر بداخله من نيات تجاهنا و ينجم عن ذلك مدة مكوثه في رحلة حياتنا و هل سيظل باقياً بها لنهايتها أم أنه مجرد عابر و شخص مؤقت بها و سوف يرحل و يذهب لحال سبيله في الوقت المناسب ؟ ، لذا علينا ألا نتعجل في الحكم علي الأشخاص من أول وهله و منذ أول لقاء بهم ، فبمرور الوقت تنكشف بواطن الأمور و تظهر علي حقيقتها التي كانت مستتره وراء مظهر جذاب ملفت في البدايه و ما هو إلا فخ لإسقاطك به و كأنك شخص أبله ليس لديه الكفايه من الوعي و الحرص و التدبر للتمييز بين مختلف الأمور التي قد تبدو واضحه جليه كشروق الشمس في وضح النهار الباكر فلا يمكن لأحد أن يغفل عن الحقيقه الواضحه بهذا الشكل الدقيق و إلا سيُعَد متعمداً عن عدم تصديقها أو التغافل عن رؤيتها من الأساس و كأنها سر غامض ، فدعك من هؤلاء و اتبع ما يرشدك إليه حسك فهو صادق دوماً و لن يضللك أو يجعلك مشتتاً لا تدري إلي أين تذهب في علاقاتك الغير واضحه مع الآخرين و التي قد يرغب بها البعض أملاً في زيادة عدد العلاقات الإجتماعية ليس إلا و هذا ليس بالأمر السوي علي الإطلاق لأنه قد يجلب لهم الأذي دون أي شك ، فالعلاقات السويه تعتمد في المرتبه الأولي علي الأمان و الصدق و الذي إن غاب غابت العوامل الأساسيه التي تضمن لك استمراريه العلاقة فتأكد بأنك ستصل لحائط مسدود لن تتمكن من الرجوع عنه سوي بعد فوات الأوان و تلقي الصدمات و الخديعه و الزيف و غيرها من الأمور السلبيه التي عرضت نفسك لها بمحض إرادتك دون أي إرغام أو إجبار من أحد نظراً لتسرعك الذي لا داعي له في مثل تلك الأمور الهامه التي تؤثر بشكل كبير علي حياة المرء و استقراره الداخلي و تحدد أيضاً مصيره الدنيوي ، فللعلاقات دور سحري في حياتنا فقط إن أجدنا اختيار هؤلاء الأشخاص الذين نعتمد عليهم و نوكلهم العديد من الأمور و نثق بهم أشد الثقه و نسلمهم مفاتيح قلوبنا بيقين و ثقه مفرطه دون أي تخوين أو حرص صارم شديد ، فلنحذر التورط في أي علاقه ليس لها أي جدوي سوي جلب التعب و المشكلات بدلاً من تقليصها و مساعدتنا علي التخلص منها تماماً فهذا هو الدور السامي للعلاقات الذي يبحث عنه أي امرئ و يطمح لإيجاده حتي يجد السكن و العون و السند الذي يتمناه و يريده و الذي يستمد منه القوة و الجلد و الصبر وقت الضيق و الأزمات ، فالعبرة دائماً في تلك الأوقات الحالكه فهي ما تميز الصديق الوفي من المعرفه العابره التي لا تضيف للحياة شيئاً واحداً و لا تكسبها الرونق المُميِّز لها ، فلا داعي لها علي الإطلاق ...
Post A Comment: