هناك وجوه ترسم صورهتا بنقاء عاى سماء القلب، لا ننساها مهما تغربنا وابتعدنا، تبقى ذكراها مؤرقة لنا عند الخلوة بالنفس والنظر للوراء.
شاعر مرهف،سريع الانفعال، وطني الهوية، غيور حد الثمالة على القيم والمبادئ الإسلامية والعربية، حضوره واضح، نشيط فعال، وانفعالي في طرحه لآرائه، ولكنه محبب إلى النفس.
يهوى الحديث عن(تعز)، وأعتقد أن حبَّه أعماه أحيانا عن عيوب (الحالمة) فهو ينسى كل عيب ولا يقبل أي نقاش سلبي عن عُدينة، ويرى أن ذكر عيوبها يجب أن يبقى بين أهلها ولا يطرق في حضور آخرين، له ضد في كل اجتماع، فهو الضد في حال عدم وجود الضد، أي أنه سيجد موضوعا للنقاش فيه، وسيجد من يختلف معه في نقاش هذا الموضوع، ولكن له حضور في كل جلسة، فغيابه ُمؤثر ووجوده يثري…
اتحدث عن منير القباطي :اراه شخص صقلته زروع الريف وعجنته معارك المطر، لديه علاقة وجدانية وثيقة بالعيون، حتى أن له قصيدة عن تعز عنوانها (عين الأرض )... يبحث عن أي فرصة ليقدم خدمة لأي شخص دون أي طلب، فإن علم أنك بحاجة لشيء ما بذل كل ما يستطيع لتوفريه لك.
يرى أن الحياة بلا طموح وأمل تافهة لا معنى لها، وأن النقطة الأهم في آمالنا وأحلامنا ونشاطنا على هذه الأرض هو الغايـة التي من أجلها نحيا ونعمل ونحلم.. إنها الحلقة المفقودة التي نحتاج إليها ليستقيم تصورنا للكون والحياة ،لا يكف خياله عن الحركة ولا حواسة عن الاشتغال بأشياء الوجود. أوشك الآن على إنهاء رسالة الماجيستير التي تحمل عنوان (فلسفة الخلاق عند مصطفى صادق الرافعي).
أتذكر قال لي ذات مرة : لماذا نعيش؟.. لماذا نحلم؟.. لماذا تعيش أنت مثلاً؟
أجبته بلهجة حائرة وقد باغتني السؤال وكأني اسمعه للوهلة الأولى:
- أنا أحيا.. أحيا من أجل أن أصبح صيدلياً ناجحاً مفيـداً.. وعندي طموحـات شخصية لا تخفى عليك و.. وفقط!..
قال : كل هذه الغايات التي طرحتها غايات جزئية.. غايات مرحلـة ينبغي أن تكون في إطار غاية أساسية جامعة. لا بد أن يكون لوجودنـا الإنساني غاية كبرى توجه نشاطنا وأعمالنا.. غاية شاملة لحياتنا علـى الأرض وحياتنا فيما بعد الموت.
قلت له: ما هي غاية وجودنا الإنساني في رأيك …العبودية المتمثلة بالصلاة والصيام فقط ؟!..
ابتسم وقال بنبراته الهادئة الرزينة: الصلاة والصيام وغيرهما من العبادات والشعائر ليست هي العبودية بل هي مظهر من مظاهرها... العبودية في حد ذاتها أكثر من صوم وصلاة... العبودية هي أن نعيش حياتنا كلها الله.
خلاصة الكلام :
منير احدى الشخصيات التي أثرت في بشكل كبير،ونعكس ذلك على طريقتي في التفكير وطريقتي في الأداء، وهذا التأثر أنسحب على أسلوبي في الحياة...، وتعلمت منه الحرص الدائم على فعل الخير بلا قيد أو شرط، وفي كل وقت.
Post A Comment: