تلبية لدعوة كريمة من الصديق الروائي و القاص المغربي مصطفى لغتيري، حضرت ملتقى القصة القصيرة في رحاب المنتدى العربي الأوروبي للسينيما و المسرح الذي اقيم, عن بعد بواسطة زوم، يومه الجمعة 9 ابريل 2021 على الساعة السابعة ليلا بتوقيت باريس و الذي شارك فيه ثلة من المثقفين الأدباء و النقاد من اقطار عربية شقيقة:
- الناقد .د عبدالله العيشي من الجزائر
- ضيف الشرف: الكتاب الروائي. د عدنان دماج
- القاص و الروائي مصطفى لغتيري من المغرب
- القاصة مرفة الخزاعي من العراق
وٱخرون استسمحهم ان لم أذكر اسماءهم .
بعد التقديم الجميل من مسير اللقاء و الاستماع الى قصص قصيرة قرءها كل من القاصة السيدة مرفة الخزاعي و القاص الروائي مصطفى لغتيري و التي تم تحليلها تحليلا عميقا من قبل الناقد د عبدالله العيشي و ٱخرون ، أعطيت لي الكلمة للتدخل. جاء في كلمتي, بعد تحية و شكر الحضور:
لن اخوض في موضوع القصة القصيرة فيما يخص جانبها النظري, تعريفا و مميزات، فاهل الاختصاص اولى مني بذلك... ما سأثير الإنتباه إليه هو الشق الخاص بترجمة القصة القصيرة من العربية الى الفرنسية، على وجه الخصوص، بما انني خضت غمار هذه التجربة مع ترجمة مجموعتين قصصيتين، الأولى" مظلة في قبر" "Parapluie dans une tombe" للقاص المغربي مصطفى لغتيري و الثانية" مخاضات""Parturitions" للقاص المغربي عبد الكريم القيشوري فيمكن أن أقول:
ان كانت الترجمة في عموميتها هي نقل نص, بحمولته المعرفية و الثقافية، من لغة أصل إلى لغة هدف او العكس، من أجل مد جسور التواصل بين الشعوب و الحضارات، فإن ترجمة القصة القصيرة او القصيرة جدا لها مميزاتها:
- إن المساحة السردية الضيقة لهذا النوع من النصوص لا تسمح بإستخدام بعض ٱليات الترجمة كالتأويل(interprétation) او الاضافة(addition) التي ستطيل في النص الهدف, هذه الٱليات يشتغل بها في النصوص الطويلة كالرواية.
- القصة القصيرة و ما تتميز به من تكثيف لغوي، تتطلب ترجمتها الفهم الدقيق للنص و إختيار الكلمات او المصطلحات الدقيقة و المعبرة المطابقة لها في اللغة الهدف مع مراعاة الاحتافظ بالمعنى الصحيح الوارد في النص الأصلي.
- كون القصة القصيرة نص نثري لا يمنع من توفرها على إيقاع كرونولوجي و حتى شعري. لذالك, من المفضل ان يحافظ المترجم على هذا الإيقاع بالتزامه بتوظيف الزمن المناسب ( خاصة و أن اللغة الفرنسية غنية بتنوع الأزمنة), فيستعمل الماضي البسيط(le passé simple) العطاء دينامية متسارعة للاحداث الواردة في النص و العكس عند الأحداث التي يطول امدها، بإستخدام l'imparfait ou le passé composé.
هذا من ناحية الإيقاع الزمني او الكرونولوجي، اما فيما يخص الايقاع الشعري او الموسيقي للنص الهدف، فيتم باختيار كلمات مقابلة تتقارب حروفها في النطق، خاصة الكامات التي تأتي في نهاية الجمل مما يضفي عليها نوع من الرنة الموسيقية (la rime) التي يكون لها وقع جميل على السمع.
Post A Comment: