لِكُلِّ تَجْرِبَةٍ تشْكِيليةٍ ٱتّجاهاتها ٱلْفَنِّية وَمَدَارِسُها وروافدها ٱلّتِي تَتَشَرَّبُ منها أسُسها وتغترفُ منها أسلوبها ٱلّذي يَمِيزُهَا..وَمَسَارُ ٱلْفَنّانة ٱلتَّشْكيلية ٱلْمغربية ٱلشّابة ابنة مشرع بلقصيري" صارة ظفر ٱللّه" يأخذنا لِنَحُطَّ ٱلرِّحالَ في عالم له بصمته وأسلوبه ٱلْخَاص.

تجمع " صارة ظفر ٱللّه" بين عِشْقِ ٱلْفنِّ ٱلتّشْكِيلي وبين ٱلْفعل ٱلْجَمْعَوي؛ فهي رئيسة جمعية " أجيالكم للثقافات وٱلْفُنون وٱلتّنمية" .. هذا ٱلْأخِير ٱلّذِي تَجِدُ فيه ذاتها وتَعْبرُ فيه إلى ٱلْآخر كما طفلَةٍ تُنْشد مع ٱلصّغار وٱلشباب أناشيدهم وتلاعبهم وتنفق وقتا مهما برفقتهم ..

تَجِدُ ذاتها فِي ٱلتّوَجُّهِ ٱلْواقعِي، وَتُحَاوِلُ أن تَكُونَ لمستها ٱلْفنية مُتَفَرِّدَة نابعة مِنْ أَعْماقِ ذَاتِها ..تمزج ٱلْأصْباغ وٱلْألوان وتُؤَثِّثُ ٱلْبَيَاضَ..
تَحْضُرُ ٱلْأنثى فِي جُلِّ لوحاتها وتقِرُّ بٱلْاختلاف وتنتصر للتَّعَايشِ وٱلتَّسَامُحِ ..
كَمَا تَهِيمُ بٱلْفرَسِ ويحتل جزءا مهما في تأثيث جُلِّ أعمالها..
تَشَرَّبَت ٱلْفن ووجدت ٱلتّشْجِيع من لَدُنِ عائلتها وأسرتها؛ فدخلت مرسمها ليستيقظ حِسّها ٱلْفَنِّي ويتجلى في لوحات فنيةٍ مختلفَةٍ يَحْضُرُ فيها ٱلْعُمقُ ٱلْإفْريقي وٱلْأمازيغي ولوحة ٱلْأمُومَة ..
إنّها تؤمن بدور ٱلْمرأة في ٱلْمجتمع وفي ٱلتَّنْمِية ..وتعشق تنميق لوحاتها بزركشات مُسْتوْحاةٍ من ٱلطّبيعةِ ومن تفاصيل ٱلْمرأة ٱلْإفريقية؛ وهذا مَايتبَدّى جليا من خلال عدد من لوحاتها، حيث تنهض سمرة ٱلبشرة مؤثثة لغالبية لوحاتها إلى جانب بعض ٱلْحيوانات ٱلتي تنتمي لذاتِ ٱلْجغرافيا..
 وتهيمُ بٱللّبَاسِ ٱلتقليدي فيكونُ فسيفساء يزين بعض لوحاتها ..
يَسْكُنُها شَغَفٌ طُفُولِـي يَجْعَلُهَا تمْتطِي صهوة ٱلرِّيشة لِتُبَدِّدَ مَخَاوِفَ ٱلصّغارِ بلوحاتٍ تنتصرُ للحَياة وٱلْأملِ..

وفي أعمالها حضورٌ لبعض ٱلْحِلِيِّ ٱلّتي تميز ٱلْمرأة ٱلْأمازيغية ( ٱلسّوسية) ٱلْخلخال ..وكذلك بعض أشكال ٱلزّينة من قبيل ٱلٔوَشْمِ ٱلّذي يزين تفاصيل ٱلْوَجْهِ أو ٱلْيدِ ..
وتبقى ٱلْموضوعة ٱلْغالبة على جُلِّ أعمالها ٱلْمرأة بما هي وجه هذا ٱلْعالم ومركزهُ..

وفي لوحاتها دعوة صريحة إلى ٱلتّسَامُح وقبولِ ٱلْآخر ٱلْمختلف من حيث ٱللّون ..وهي بهذا تدعو للتعايشِ وٱلْإيمان بٱلْحياة في كنفِ كوكبٍ واحدٍ يَسَعُ ٱلْجميع.
كما أن ٱشتغالها على تيمَةِ ٱلْمرأة وٱلْفرس ينِمّ عن شغفها بهذا ٱلْحيوان ٱلْأصيل ٱلذي له مكانة خاصة عند ٱلْإنسان وهي رسالة تختزل عمق ٱلنُّبل ورسالية ٱلْفنّ..

فٱلْفَنُّ ليْسَ مُجرّد ٱنْطِباعاتٍ وشغفٍ بِلُغَةِ ٱللّوْنِ وٱلْأصْباغِ ..إنَّما هو لغة تَخْتزلُ رَسَائلَ عميقةٍ وَتُكرّسُ ضَرورةَ ٱنخِراطِ ٱلْمُبْدِعِ فِي قَضَايـا ٱلْإنْسَان وٱلْوُجُودِ وٱلْحَيَـاةِ بِصِفَةٍ عامّةٍ.

إنَّ ٱلْفنّانَ يَتَزَوّدُ بأدواتٍ وتقنياتٍ وأُسْلوبٍ خاصٍّ لينقل للمُتَلقّي ٱنطباعاته وتأمُّلاتِـهِ حَوْلَ ٱلْعالم وٱلْوُجُودِ وٱلْكائناتِ وبٱلْمُوازَةِ مَعَ ذَلِكَ يَنقُلُ أحَاسِيسهُ وٱنطباعاتهِ ..كما يُحَاوِلُ ٱلْإسْهَام فِي غرْسِ قِيَمِ ٱلْجَمَـالِ في ٱلذّاتِ ٱلْإنْسانية؛وَهَذَا دَأْبُ ٱلْفنّانة ٱلتشكيلية ٱلشّابة "صارة ظفر ٱللّه".

إنّ ٱلْفنّانة ٱلْمبدعة ٱلتّشكيلية " صارة ظفر ٱللّه" تطرقُ خلوتك وتأخذك إلى حدائق من دَهْشَةِ ٱللّوْنِ وٱحترافية في ٱلْإبداع وتسْقيكَ من كؤوسِ فنِّها فتجعلك مأخوذا بسحر ماحفرته أناملها ٱلْمُبْدِعَة وروحها ٱلْجميلة ٱلشَّفِيفةِ ..

فهذه لوحة " للاّخضرا" ، وتلك لوحة أم ٱلسّعد "للاَّ ٱلياقوت" وتلك وجوه لنساء مغربيات وأخريات إفريقيات...الخ.
تشكيلة من ٱللّوحات ٱلمنحوتة بٱحترافية تجعلك تتلمّسُ طريقَ ٱلْإبداع ٱلرّاقي وتتذوقُ ٱلْأعمال وتستنطقها.


































































Share To: