-1-
أُخفِـي تَجاعيـد المدينـة
علَـى مِرآة مُهترئَـة...
وأخْـفي جَفَـاء الأمكنَـةِ
علَـى أوراقٍ يابسَـة...
وَحْـدَه المطَـر...
يَغسِـلُ مِظلَّتِـي
فَأحْمِـلُ إبْـرة الألَـمِ
أخْـرجُ مِـن العُمر عاريـاً
أُنهِـي مَـوت المسافَـات.
-2-
لَيْـسُ فِـي الظِـلِّ
غيْـر عينَـاي
ندفِـن فِيها من نُحِـبّ...!
كلُّـنا علَـى هوامِـشِ الطَّريـق
نُلَمْلِـمُ جُـروح الكلمَـات
وَنُوقِـفُ انْجِـراف الأحْـلامِ.
لَــمْ نَعُـدْ نَشْتَـهِـي
غيْـر قِسْطَـاس النِّسيَـان
نَنْسُـجُ فِيـهَا مَمَـرّاً لِرحيلنَا...
. -3-
كَـان اللَّيل خَفيفـاً،
كَـأوْراق الشَّجَـر الذٍّابِـل
عْنْـد الظَّـلام...
وَكَـالعَـادةِ،
امْـتَدَّ الحُلْـمُ أمامِـي
ينتَظِـرُ رحلة طويلَـة
إلَـى البُـرج العَالِـي
والألْـوان الرَّماديَـة،
تنْبعِـثُ مُرتجفَـة ...
مِـن الأشْكَـال المُلْتويَـةِ.
-4-
لاَ قمـرٌ يَشـعُّ هُنـاك...
وَلاَ حتَّى وَمْضَةُ بَرْقٍ
فقَــطْ،
عِشقِي لِخَلْوة فُـؤادي
يَلتهِمُ ضَوءَ الفَجْـرِ
داخِـل خيْمَـة شِعْـري...
-5-
لَكَمْ أصغيتُ لِأمْواجِ البِحَـارِ..
أسبَـحُ في عيْنِـي
أنسُـجُ رايـةَ الضّبـابِ
أسكُـنُ اُفقِـي..
وعلَى جبينِي
أرسُـمُ شَخصيْـن
ظلِّـي وظِـلّ المصبـاحْ...
-6-
وَحِيـداً...
كمَـا يفعَـلُ البَـرقُ
أُشْعِـلُ ضَـوءَ القَمَـر
اكْتشفْـتُ...
كَـمْ كان ظَـلام اللَّيـل َبيـاضاً
وكَـم أخذَتِ الألْـوان منِّـي
قصَـائد السَّـهر.
أَلَـمْ يكُـنْ يكفِـي
أنْ أَمتطِـي فراغِـي
لِأعَـانِـق نَسمَـات ظِلِّـي
عَلَّـنْي أسقِـي جِراحِـي
بِمَـاءْ المَطَـرْ.
-7-
كالسَّـحاب أنَـا...
أظلِّـلُ ثُقٌـوب ذاكرتِـي
بِـأَصابِـع مِـن أشجَـار الصَّنوبَـرِ
مِـن دون غَطَـاء الغيْمَـةِ
فقَـطْ رُتُـوش المطَـر
يُوقِـظ بَيَـاض خيالِـي
كُلَّما طَـوى العُمـر
أزهـاراً بِـأوراق مُبتلَّـة.
-8-
يَلزمنِـي هذا الصّباح...
قليلٌ من الهَـواء،
وَقلـيلٌ من صُراخ الطُّرقَـات
وَكثيـرٌ مِـنَ الفَـراغ
يَلزمنِي صخْـرة بَحْـرٍ
أو صفَحَـات عُشْبٍ أصفـر
فجْـأة ...
أحسَسْـتُ أنّ غُصَّـة في صَـدْري
لعلَّـها عُيون المَطـر والأزهـارْ..
-9-
علَـى الرَّصيـفْ الأيسَـرِ
لَـون رمَـادي
يُؤثِّثُ عيُـون قصائـدي
والأمَـاكن المهجُـورة...
تنَـام علَـى سَريـري
أنصِـتُ لِضجِيـج الدُّروب المُتـعَبَـة
وعلَـى نغمـات التَنهُّـدات
تنغمِــسُ...
عينَـاي على لُعَـاب الوِسَـادةِ
حيْـثُ الوقْـتُ
منتصَـف اللَّيْـل.
-10-
كـلّ مسـاء،
يدُورُ بين قلبِي ومرآتِي سِجـال..
ليسَ لِأرسُـمَ الحُب علَى جَبهتِي.
أوْ أقرأّ دفاترَ قَسَمـات أشْجانِـي...
أوْ أَحتضِنَ القمَـر على جَسَـدي
وسَط السّمـاءِ الخرْساءِ الصّامتَةِ
وَأنا ثَمِلٌ في أحلامِـي
أهَبُ الشَّمسَ آلاف القُبُـلات
ولكن،كيْ أُعَلِّـم رُوحِـي
أنْ يُسائِل مرآة عينِي
لمّاذا لا أُحِـسُّ بكُنْـهَ ذاتِـي
إلا عندمَـا تنسَـابُ دمُوعِـي
فوْق خَـدِّي؟
Post A Comment: