قبل خمس سنوات من الآن الساعة السابعة مساء، كان يوم كئيب، المشفى مزدحم ـ الطوارئ مكتظة ـ العنابر مليئة بالمرضى و كأن لعنة قد أحلت بالجميع و أطاحت بهم.
  حدثت جلبة بالخارج مما جعلنا نخرج مسرعين حيث الأصوات تتعالى، جموع غفيرة تحلق حول شخص يبدو أنه مصاب و بسبب الحشد لم أتمكن من الرؤية بشكل جيد حتى أفسحوا لنا مجالاً لنصل إليكِ
 ياااا إلهي! ! 
 إنها هي، ملامحها التي أحفظها عن ظهر علامة
ماذا حدث معها؟  توقف كل شيء حولي، شعرت بالدوار أخذت الأصوات تنخفض إلآ من همهمات لم أتبينها جيداً.
  أفقت بعد ساعة من هذا الحدث، كنت قوياً دائماً و لكنني ضعفت عندما رأيتك هكذا 
 قال لي أحد الزملاء :
ـ لقد أغمى عليك بعد مشاهدتك لتلك الفتاة ، قل لي من هي؟  
ـ تلعثمت قليلاً،  قبل أن أساله عنك
ـ حسناً تجدها في الغرفة 6 حالتها مستقرة قالها و نظرات الشفقة بعيناه.
في الممر المؤدي لتلك الغرفة تذكرت طفولتنا الجميلة‘قصص الشياطين الثلاثة عشر وسرالمجنون‘رجل المستحيل"ذاك الذي تعشقينه حد الجنون"وسلسلة الأيام التي طالما قرأناها سوياً‘ تحليلك لكتب الفلسفة والمجتمعات الشمولية وسلطة القمع والتعذيب وتزوير الحقائق والتاريخ‘مسلسلات الأطفال وأفلام الأكشن‘ضحكتك حين مزحة وزعلك الذي لامبرر له وعنادك الطفولي.
تذكرت كل ذلك وأنا في طريقي إليك‘للحظة إبتسمت عندما تردد في مسمعي"أحبك يا أخرق" عبارتك المعهودة التي ترددينها لي.
وصلت لتلك الغرفة‘رأيتك مستلقية على ذلك السرير الأبيض لا تحركِ ساكناً‘وجهكِ شاحباً تبدو عليه علامات المرض واضحة‘ أدركت حينها أن الآوان قد أتى و يجب العيش مع مخاوفي.

 إستجمعت قواي و ذهبت حيث إنتِ،  بكيت بحرقة و إبتهلت بالدعاء، مكست بقربك دون حراك عسى أن تفيقي و أراك تنظرين إلي بإبتسامتكِ الرقيقة!
  و لكن نومك كان نهائياً،  فقد خوضتِ في سبات عميق.








Share To: