كل شيء في حياتنا أصبح مفخخاً ،المنازل ،والاحياء ،الكتابة ،وافكار القُراء أيضاً ، الكتابة تُشابهُ الحرب كثيراً ،لكنهاتعتمد على اللطف لا على العنف ،الكتابة لاتحرق الجثث،بل تُدفئها،الكتابة لاتقتل احداً، إلا صانعها المسكين ،عاشقها الحالم الذي يُمارس الحب معها ،الذي يُقاتلُ كثيراً، من أجل إضافة فكرة،يُصارع كثيراً في محو جملة .
اعرفُ الكثير من الكُتاب، جمعتني بهم المرافى البسيطة ، أصدقاء بُسطاء ،لكنهم حقيقيون، يداعبون اللغة بطريقة مُدهشة،كان إحداهم يُداعب جسم فتاة لاول مرة في حياته ،يكتبونّ بطريقة ٍ إبداعية، وكلما تسربت من صنادقيهم كلمة ،تزدهر اللغة ،تستعيدُ شرارتها،تنتصر على مايؤذيها ،تتغلب على كل الانتقادات الموجهة.
الكتابة الحقيقية.تعني الحرية،فالكاتب الحقيقي ،يقتل مايؤذيه بقصيدة،ويُرثيهِ بأخرى، يشنق أحزانه ُ بحرف العين ، يحفرُ لها قبراً على إمتداد الألف ، بِعرض التاء،بانحناء الواو ، ثم يضحك ،ويُصفق رافعاً يديهِ فوق راسهِ كأنه ُ ألفاً يعتليها التنوين.
في الكاتب إذا كان الكاتب لايستطيع أن يثير الدهشة، ويتلاعب بِخيال القارئ ، عليهِ أن يعتزلها،ان يبتعد عن التحرش بالاوراق،فالكاتب الذي لا يتقاتل مع اللغة ،ليس كاتباً حقيقياً ، القتال مع اللغة ضرورة إستراتيجية،حتى لاتُصاب شرايين الاحرف بجلطةٍ فُجائية ،حتى تظل احرف اللغه مفتوحة.دائمة ،مُستمرة.
قد يأتي هُنا فيلسوفً مُزيف ،يُخاطبني انت لاتكتب بشكلٍ مُستمر ! لقد كتبتُ كثيراً ، في ملاحظات هاتفي ، كتبتُ حزناً ،وفرحاً ، كتبت ُ مقالات،دونتها ،رميتُها في ركن غرفتي كما رمتني الحياة هُنا كتبتُ ،نثراً ،وغزلاً ، ووهماً ، كتبتُ عن فتاة لم أحدثها ، كتبتُ عن حبيبة لم اتزوجها ،عن أشياء لا اعرفُها .
الكتابة لاتعرفُ الإجازات ،ولاتعرفُ الاستراحات أيضًا ،فالكاتب الفنان ، يقضي إجازته ُ في الكتابة ،وإستراحتهُ في مضاجعة الاوراق ..
في الحقيقة ، لا أحد يطلب من نملة أن تقوم بمؤتمراً صحفياً ،تتحدث عن إنجازاتها ،وطبقتُها ،وعسلها المُفضل ، كذلك ما أكتبهُ انا ،واحتفظُ بهِ لنفسي ، لديّ المئات من المقالات تناسيتُها على مُذكرة ،وإذ نشرتُها في هذا الحائط الازرق ،رُبما سيسودُ كثيراً ، من قتامة تلك المقالات ،مقالاتً حالكة ، لاتشبهُني تماماً ،ولا تُمثلُنيّ بِصورة .
Post A Comment: