(متاعب السيدات و دور الرجال لتقليل العبء عنهن ) 

 صرخات مدوية صحبت آلام المخاض لتلك السيدة أثناء عملية الولادة المتعسرة التي حدثت بغتة دون توقع من أحد سمعتها آذان كل من كان في الحي الذي تسكن به والتي تمنت الرحيل عنه ذات يوم بحثاً عن مكان آخر يشمل خدمات أوسع و أكثر رقياً ولكن رغم اعتراضها علي ظاهر ذلك المكان إلا أن من به قاموا بإسعافها عندما استنجدت بهم ، فلقد أغاثوها في غياب زوجها لحين عودته و سعادته برؤية مولوده لأول مرة ، فلقد عمت البهجة المكان و اعتلت السعادة قلب تلك السيدة رغم ما لاقته من معاناة أثناء الولادة وقبلها الحَمل و مشقاته ، فلذا علي جميع الرجال أن يرأفوا بحال السيدات فهن يعانين كثيراً في حياتهن ولكنهن قادرات علي التحمل لأنهن يبعثن الحياة في روح هؤلاء الصغار بما يقدمن من تضحيات وخدمات لهم طوال حياتهم دون أي تذمر أو ضجر أو ضيق أو اعتراض ، فهن يؤدين تلك المهام بحب وحنان وعطف وخوف علي هؤلاء الأبناء رغبة في جعلهم في أفضل حال ، فلقد خُلِقْن علي تلك الفطرة الرائعة حتي يساعدن هؤلاء النشء علي الحياة بما يملكن من قدرات وخبرات وقيم ، فهن يزرعن بداخلهم كل جميل حتي ينشأوا علي التربية السوية و الفطرة السليمة التي يجب أن يكونوا عليها ، فعلي الآباء محاولة إدراك دورهم في تلك المسئولية التي من المفترض أنهم علي علم بأنها مشتركة بينهم وبين الأمهات ، فالأمور ليست بتلك البساطة التي تبدو عليها في الظاهر ، فكل شئ يُبْنَي علي المشقة و التعب التي تظل الأم تعاني منه طوال حياتها إلي أن تطمئن علي الصغار وبأنهم صاروا قادرين علي الاعتماد علي أنفسهم و شق طريق الحياة دون مساعدة من أحد أو إتكاء عليه فلقد تعلموا الأسس التي تساعدهم علي المُضي كما يتعلم الطفل أساسيات ومهارات بدائية وقشور في العلوم المختلفة تساعده علي البحث لمعرفة المزيد منها والوصول إلي العمق فيها و التوغل في المعرفة فهي كبحر لا ينضب و الذكي من يسبح به ويغوص في أعماقه غير راغب في الخروج منها ، فالطفل عندما يتعلم تلك الأساسيات في بداية حياته يصبح قادراً علي التعامل والتكيف مع الظروف المختلفة سواء أكانت تلك الظروف بيئية تخص المحيط الذي يعيش به وتغيره من حين لآخر أو حياتية تتعلق بالمعرقلات و الصعوبات التي يواجهها وقد تقف كعائق بينه وبين أحلامه أو شخصية حين يعاني من أي ضوائق مالية تعسر عليه سبل حياته ، فبخبرته سيتمكن من الخلاص منها و الاستكمال بنفس الثبات و التحدي و القوة ، فدور الأم شاق و يحتاج لرغبة و تأهيل نفسي قوي حتي لا تشعر بأنه كثقل تريد الخلاص منه أو كحبل يلتف حول رقبتها و تود الإفلات منه حتي لا تفني حياتها بضغطة محكمة منه ، فلتعوا يا معشر الرجال دوركم العظيم في الوقوف بجانب هؤلاء السيدات و مساندتهم ومشاطرة المسئولية التي تقع علي كاهلهن و مساعدتهم بقدر الإمكان حتي يتمكنوا من أداء مهمتهن بنفس القوة و الصمود و المثابرة دون أن يسقطن في منتصف الطريق من كثرة الإجهاد و التعب المتتالي الذي لا يتوقف ولو لبرهة و المتطلبات العديدة التي لا تنتهي ...






Share To: