نحن
أشياء مجردة من كل شيء، وهذا يشبه في طياته الهواء، مجرد فراغ يملؤك، ما أصعبه!،
رغم إيمان المرء بأن الثقة المفرطة هي أساس كل بلوي تقع به، إلا أنه أحيانًا يحتاج أن يثق، يحتاج الإيمان بوجود الشيء، يحتاج زحام طفيف، ورغم إيمان المرء بأن الوحدة هي روح الجسارة، إلا أنه أحيانًا يحتاج لأن يلقي كل شيء، ويجد ذراعين تحتضنه بكل شغف، ودفء، كي ينسه ما فعله به البرد، ورغم أن الجميع يا عزيزي لا ينتظر، إلا أنني أشعر أنني تجمدت من طول انتظاري، وكأني علي موعد مع أحدهم، وعهدت ألا أخلفه، كم تمنيت أن أخلفه!
رغم أن الجميع يتحرك، ويضحك، ورغم أننا نضحك بكل ما أوتينا من قوة، إلا أنها لا تصل للقلب، وكأن طريقها سراب، وكأن جسدي أقسم علي البقاء، لا حياة ولا موت، وسط مميت، لا أحد يراه يا عزيزي، حتي أنا أختار أن اتجاهله، ولكن داخلي اتجرع كأسًا من الصبر حينًا، وكأسًا من الألم أخر!، ولكنه لا ينتهي، كم تمنيت أن ينتهي!
أريد أن اختار دون ضغط الإختيار، دون شيء مدسوس في الداخل، دون عين متعبة، ونفس مظلمة، كم تمنيت أن انير من الداخل، كما أنير العالم خارجي، كم تمنيت تلك الضحكات كانت تشع من هذا الركن الذي يشبه حائط الذكريات، يحتفظ بكل ما يؤلم، كم تمنيت أن أحرق تلك الذكريات، وأحلم بذكريات ألطف، مر بي العمر دون أن أشعر، وأنا اراقب كل الذكريات عن كثب أمل الإنطفاء، وما كنّت ارتقب إلا انطفاء روحي، كنّت أريد أن أغير كل شيء، لم أعلم أنني سأكون نتاج التغيير، نتاج بالٍ، كنّت أظن أني سأحمل السماء في قلبي، ولكنني أستطعت أن أراها، ولكنني كنّت مظلمة بالحد الكافٍ الذي يجعلها تختار غيري، ولكنها أمطرت عليّ، كانت كريمة بهذا القلب، ولكنني لم أرض بأن أؤخذ شفقة، لقد كانت نفسي عزيزة للحد الكافٍ الذي يجعلها تقول شاكرة، لا أريد، كنّت أرقب النجوم، آه كم أحب النجوم!
أظن أن كل شيء أحببته، لم يبادلني نفس الشعور، وهذا مؤلم أكثر،،
أعترف أني أشبه الجبال، في صلابتها، ولكنني كنّت أريد ارتفاعها، كنّت أريد أن التقط النجوم من فوقها، واجعلها ضمادًا لكل جرحٍ دامٍ، ولكن هيهات..،
كم متعبة، ولكنني لا أبالي، لا يهمني..
لن تنهار المنظومة لوقوعي، ولن تسقط السماء لدموعي، ولن تتحطم قلوب أصدقائي، القلب الوحيد الذي سيتحطم هو قلب أمي، ولأجل هذا القلب أحاول، رغم أنني أحطمه في محاولتي، ولكنني أحبه، وأحيا من عنق المعاناة، وتلك الركلات التي تبكيني، واللعنات التي تلزمني، إلا أنني أحيا ربما أنا القمر، مظلمة وأرسل النور، أمل العاشقين، ونور للناظرين، ربما حكمة الله أن أكون رسالة، أن أكون سبيل، ربما مازلت لا أري جيدًا، أو ربما لم يحن وقتي..
ولكنني أشعر بحنين لجميع الأشياء التي فقدتني، وفقدتها، وانتظرها، ولا انتظرها، جسد يمشي، وروح بمائة ألف سنة..
وعيون بسيطة تبتسم وتحمل الأسرار، و ضحكات ملائكية مرسلة لتخفيف العقوبة، رحمة من الرحيم بألا نميل،،
Post A Comment: