هَلْ كان علينا أن نفترق قبل أن نلتقي؟
ربما…
أما الآن،
يا حبيبتي
فقد فات الآوان ،
لقد حكمنا على أنفسنا بالحب ، لحظة إعترافنا بهذا الحب
حين ألفينا نفسنا مشدوهينَ بِقَدَرِ الحب ..
و لا يبدو أنه قد كان لنا خيارُُ آخر وقتها غير هذا،
فأن تحب، هو أن تعترف بالحب
الحب هو لحظة الإعتراف بالحب ،
إعتراف بالكمال في النقصان و النقصان في الكمال
إعترافُُ بأنني كنت ناقصًا بدونكِ …
و أنني اكتملتُ مَعَكِ و بِكِ …و لَكِ
و الحب و الإعتراف بالحب هو خَلْقُُ للزمن و وعيُُ بالزمن، خلق و وعي بالماضي الناقص المنعدم ، بالحاضر المكتمل ، و بالمستقبل المشرق المزدهر
و كأن الحب و الإعتراف بالحب هو لحظة الإنتقال الوجودية من الظلمات إلى النور…
…لحظة ولادة الروح
و بعد أن تعلم في لحظة، لا يمكنك أبدًا بعد ذلك أن لا تعلم و لو لحظة
و إن نسينا يا حبيبتي
فلندع الكلمات تذكرنا
لِنَقُل "أُحِبُّك…"
ولندع صك الإعتراف يؤجج نار و عذاب ضميرنا بجرمنا البريء ، الذي إرتكبناه ذات يوم و نحن في كامل إرادتنا و لاوعينا .
و إن أضعنا
يا حبيبتي بين الوجوه و السنوات و الأماكن
حلاوة و ندارة أول إعتراف بالحب
فلندع الأماكن تدلي بشهادتها معنا
و لندع الزمن يدلي بتصريحاته لصالحنا
صدقيني حبيبتي
حتى الأماكن عطشى لدموع إعترافنا و لا زالت تعتبرها الأصدق و الأروع بين دموع كل المحبين .
وقتها حبيبتي إعترفنا بحبنا فقط بدموعنا،
الكلمات لم تقو على هول و توهج نور و ألمِ الحب الذي كان يتقد و يسير بيننا لحظتها، يشق صدرنا و يحرق قلبنا، يعيد صَهْرَنًَا فِي بوتقة الروح الواحدة التي كناها في الكينونات السحيقة …يعمد وجودنا الطاهر
اتذكرين حبيبتي أننا وقتها قلنا كل شيء في نفس اللحظة و بدون كلمات… فلا داعي و لا جدوى للكلمات في حضرة الحب و الإعتراف بالحب
لا زالت اللغات تحاول عبثا ، منذ ذلك اليوم، أن تنحت وصفا و مرادفا لحبنا
و إن نسينا أو أضعنا
كل هذا يا حبيبتي
مع أمواج الحياة
فتذكريني دون أن تذكريني
، تذكريني يا كرزة نجوم الصيف
تذكريني بنصف دمعة و حرقة ابتسامة
و كذلك سأفعل …
حبنا…
الذي وُلِدَ ذات يوم
يُضِيءُ و يجتاح كل عصر و يوم
خالد صابر
دبلن، ١٥ سبتمبر ٢٠٢١
Post A Comment: