(2)
إحنا دلوقت الساعة 10 الصبح، وكالعادة قاعد ببحث عن أي شيء غريب أقرأ عنه.
من امبارح وأنا مخرجتش من أوضتي، كان شاغلني الموقع جدًا، حسّيت إن موقع زي ده هيختصر لي حاجات كتير، دا غير إنه هيفسّر لي أحداث غامضة وظواهر كتيرة جدًا الناس اتكلمت عنها وفسّرتها تفسيرات سطحية أنا مُش مقتنع بها.
لمّا فتحت المتصفح على الموقع اللي سمّيته الموقع الأسود واللي أنا مكنتش خرجت منه، لقيت اللي ظاهر على الشاشة نتائج البحث اللي كلها باللون البنفسجي وإن صفحة الموقع مش موجودة، بسرعة جريت على آخر صفحة اللي كان الموقع ظاهر فيها في نتيجة البحث واللي كان رقمها 12، لكن للأسف لقيت إن آخر صفحة موجودة هي رقم 11، لفّيت في كل نتائج البحث، ولكن الموقع فصّ ملح وداب!
أول حاجة جت على بالي هي إني كنت بحلم، ممكن رغبتي في إني أوصل لشيء غريب هي اللي اتسببت في إن عقلي الباطن يوصّلني لحلم زي ده، ورغم إني زعلان جدًا إن الموقع مش موجود إلا إني كنت مبسوط جدًا إني عايشت تجربة زي دي ولو حتى في الحلم.
مكانش عندي مزاج لأي حاجة، دوّرت في مكتبتي عن أي كتاب أقرأ فيه، كان كل كتاب أفتحه أقفله قبل ما أقرأ حتى نص الصفحة الأولى.
باب الأوضة خبّط، أمي بصوت عالي بتقول:
-عصام.. أنت نايم؟
مكانش عندي رغبة إني أكلّم حد، فقلت لها:
-لا.. بس شغّال على حاجة مهمة.
قُلت كده وأنا بفكّر في الموقع، مش سهل إن يبقى معاك حاجة تشبع فضولك وفجأة تلاقيها اختفت، أنا كنت فعلًا حاسس إني بمتلك الفانوس السحري، وبيخرج منّه المارد يقول: "شُبّيك لُبّيك" ويحقق لي حلم أنا عايزه.
تقريبًا اليوم كله فات وأنا بلف في الأوضة بدون هدف، لكن من وقت للتاني كنت بعمل ريفريش لصفحة البحث على اللاب توب.
مع أول عمل ريفريش عملته بعد ما الليل دخل، لقيت الصفحة رقم 12 موجودة تاني في البحث، بسرعة وقفت عليها بالمؤشر وفتحتها، ولقيت الموقع!
الموقع ظاهر لي تاني باللون الأزرق، برغم إني دخلته امبارح!
يعني أنا مكنتش بحلم؟!
كانت سعادتي متتوصفش، حسّيت زي اللي كان ضايع منه كنز وفقد الأمل إنه يلاقيه، وفجأة لقاه تحت رجله، بس الغريبة ليه لون الموقع ظاهر وكأني مدخلتوش قبل كده؟! أكيد مع الوقت هلاقي إجابة على كل حاجة.
أنا دلوقت في الموقع، كل حاجة زي ما كانت في المرة اللي فاتت، الشاشة السودة، المؤشر اللي بيتبع حركة إيدي، ولقيتني فجأة وبدون أي مناسبة بفكّر في "جزيرة الدمى" في المكسيك!
ونفس اللي حصل امبارح، الإضاءة فصلت ماعدا اللاب توب، ولقيت الشاشة بترتعش، واتفاجأت لقيتني واقف قدّام مرسى خشبي على مجرى مائي، وعلى حد علمي زي ما شوفت فيديوهات على اليوتيوب، إن ده المجرى المائي اللي من خلاله بيوصولوا للجزيرة.
سألت نفسي، طيب ليه الموقع مخلّانيش أوصل للجزيرة علطول؟
لكن قلت يمكن الموقع عنده رغبة إني أشوف الرحلة من بدايتها، أو يمكن معلومات الموقع عن الجزيرة بتبدأ من المكان اللي هبدأ منه.
وعلى حسب معلوماتي إن محدش بيزور الجزيرة بالليل على الرغم من إنها مزار سياحي مشهور، لكني لقيت إن في قارب في انتظاري، وكان فيه شخص في القارب، لكنه مكانش بيبص ناحيتي خالص، ولا حتى كان بيرد على أي سؤال سألته، فعرفت إن الشخص ده مهمته إنه يوصلني الجزيرة، ومش مسموح له إنه يتكلم معايا، ضحكت ضحكة خفيفة وقلت:
-طيب هو يفرق إيه عن حارس الأمن اللي كان نايم ومحسّش بيا؟!
في الطريق مكانش في حاجة غير صوت تجديف الشخص ده وهو بيدفع القارب في طريقه للجزيرة، الأشجار على الجنبين كانت عتمة جدًا لدرجة إنك تحس إنها والليل كتلة واحدة، والحاجة الغريبة، إن كان في حد بيعوم في النهر قريب من القارب، وكان برضو متجه زي القارب ناحية الجزيرة.
الشخص ده مكانتش ملامحه واضحة، بس كانت هيئته أقرب من إنها تكون خيال أسود، بس أنا كنت على يقين من وجوده، مكنتش بتخيّل، خصوصًا وإن الشخص اللي بيقود القارب كان بيبص ناحيته من وقت للتاني.
أنا من المرة اللي فاتت عرفت إن الموقع عنده القدرة إنه يخليني أشوف الجن، عشان كده مكانش عندي أدنى شك إنه جنّي.
لكن مع الوقت، وكل ما كنا بنقرّب للجزيرة، كان الخيال ده بيبقى اتنين وتلاتة، وبدأت أعدادهم تزيد، فعرفت إن دول اللي ساكنين الجزيرة بدون شك.
وصلنا للجزيرة، والقارب وقف على المرسى، نزلت منه وبلتفت أشوف الشخص اللي في القارب، ولكني لقيت القارب فاضي!
لمّا قررت إني أتجاهل اختفاء الشخص وأدخل الجزيرة لقيت الوقت فجأة بقى تقريبًا بعد العصر، ولقيت شخص واقف على حافة الجزيرة بيبص في المياه، وكان بيبص باستغراب جديد.
ومش عارف إيه الآلية اللي خلتني من مكاني هنا أشوف إيه اللي كان بيبص عليه الشخص ده.
كانت بنت جميلة جدًا، عنيها مفتوحة وبتبص له من تحت المياه، وفجأة قفز في المياه عشان ينقذها، لكنه اتفاجأ بأنه بينقذ دمية بلاستيك، مش البنت اللي شافها.
ولقيته خارج مفزوع من المياه، وبيبص للدمية وهو مذهول.
بمجرد ما شوفت كل ده عرفت إن الشخص ده هو "جوليان سانتانا" الساكن الوحيد اللي كان عايش في الجزيرة، وعارف عنه كمان إنه هجر أسرته في المدينة وفضّل إنه يعيش هنا بعد اللي حصل معاه، وخصوصًا بعد ما عرف إن الدمية دي كانت بخص بنت جميلة جدًا غرقت في المياه في نفس المكان اللي ظهرت له فيه.
ومن ساعتها وهو قرر إنه يعلّق الدمية على شجرة من أشجار الجزيرة، عشان يطرد أي روح شريرة تحاول تقرّب من المكان.
لكن أنا فكرتي عن الموقع إنه بيخليني أشوف حقيقة اللي بيحصل، مش نفس الحاجة اللي الناس عارفاها وبتقولها.
فجأة الدنيا بقت ليل، ولقيتني بتحرك بشكل لا إرادي وكأني طاير في الهوا مش ماشي، وروحت للناحية التانية من الجزيرة، وشوفت إن في شخص بيتشاجر مع شخص، وانتهى الشِّجار إن واحد قِدِر إنه يتغلّب على التاني ويتسبب بغرقه في المياه، وخرج ظل أسود من جثة الغريق، وكان بيعوم في المياه بشكل غاضب جدًا.
ومن ساعتها والظل ده موجود في المياه، عايش حالة من الغضب شديدة جدًا.
الشيء الغريب إن الظل ده سحب الجثة اللي خرج منها للقاع، مُش عارف كان إيه الهدف من إنه يخفيها ميخليهاش تطفو.
فجأة ظهرت قدامي حاجة زي شاشة التلفزيون، شوفت فيها حياة الشخص اللي مات غريق والظل أخفى جثته في القاع، واللي فهمته من حياته إنه كان شخص بيحمل روح غير نقية، كان زي ما بنقول كده شخص غير مرغوب فيه وبيكرهه الجميع.
أنا كنت عارف بقصة البنت اللي ماتت غريقة، لكن زي ما قلتلكم، اللي تسمعه أو تقرأه حاجة، والحقيقة اللي الموقع ده هيخليك تشوفها حاجة تانية.
أنا شوفت البنت، كانت طفلة جميلة جدًا، وشوفتها وهي بتقرّب من المياه وهي شايلة لعتبها زي ما يكون حد بينده لها، وقفت على حافة الجزيرة بتبص في المياه، ولمحت في المياه الظل الأسود قريب من حافة الجزيرة والبنت، وفجأة، مد إيده وسحب البنت من رجلها في المياه.
البنت ملحقتش تصرخ لأن كان الموضوع مفاجأ وبسرعة، اختفت تحت المياه، وبعد فترة طويلة، الدمية بس هي اللي طفت على السطح، وفضلت ثابتة في المكان اللي البنت غرقت فيه.
لكن الظل الأسود ظهر تاني، لكنه كان في حالة غضب أكبر من اللي كان عليها، كان بيلف في المياه، لكن اللي لاحظته إنه مش قادر يقرّب من المكان اللي البنت غرقت فيه، وكان كل ما يقرّب يبعد وهو مرعوب، وكأن في حاجة بتهدده أو يمكن إنها تقضي عليه، لغاية ما شوفت نور أبيض طالع من تحت المياه في المكان اللي غرقت فيه، صحيح الموقع معرضش تفاصيل اللي بيحصل تحت المياه، لكني قدرت أفهم، الظل سحب البنت عشان يحاول يدخل جسدها ويستخدمه، كان فاكر إنه لما روحها تغادر جسمها هيكون وعاء يحتوي روحه، لكنه مكانش متوقع إن جسد البنت بالنقاء اللي يمنعه من إنه يسكنه، لأن دايمًا النور بيطرد الظلام.
ولقيت الموقع بينقلني لمشهد تاني، كان "جوليان سانتانا" بيقف كل يوم على حافة الجزيرة قدام المكان اللي لقى فيه دمية البنت، وشاف صورتها وهي بتبص له، وبيبص على دميتها اللي علّقها على شجرة قريبة من حافة الجزيرة، وكان كل ما الظل الأسود يتحرك في المياه كان "جوليان سانتانا" بيبص أكتر للمياه، عرفت إنه كان سامع صوت حركة المياه، بس مكانش قادر يشوفه زي ما أنا شايفه قدامي.
واللي فهمته برضو، إن "جوليان سانتانا" كان فاكر إن الصوت ده هو صوت روح الطفلة في المياه.
ولقيت الموقع بيسرّع رتم رؤيتي للموضوع، الليل والنهار كانوا بيعدّوا ورا بعض بشكل سريع جدًا، لغاية ما الزمن وقف على صورة شخص كان في قارب قريب من الجزيرة، كان بيصطاد، وبعد وقت قليل، لقيت الظل الأسود بيقرّب من القارب، كان بيلف حواليه بهدوء شديد، لغاية ما اختفى تحت القارب، وبعدها القارب اتهزّ بشدة.
انقلب القارب في المياه بالشخص اللي كان عليه، اختفى الشخص، والقارب اللي كان مقلوب في المياه اختفى بشكل سريع، زي ما تكون حاجة سحبته لتحت.
ومن ساعة ما "جوليان سانتانا" عرف باللي حصل، وهو قرر يعلّق دمية تانية على شجرة قريبة من حافة الجزيرة.
مع مرور الأيام وهو باستمرار بيقف قدّام المكان اللي البنت غرقت فيه، وبيسمع صوت الظل الأسود وهو بيعوم لكن من غير ما يشوفه.
مع مرور الوقت برضو بدأ "جوليان سانتانا" يبقى عنده يقين بإن المياه فيها روح شريرة، وهي اللي كانت سبب في غرق البنت والشخص اللي كان في القارب، وعشان من عادات المكسيكيين إن الدمية لو اتعلقت على شجرة فيها أوراق خضرا بتكتسب طاقة بتخليها تمنع اقتراب أي روح شريرة، حاجة كده زي خيال المآتة اللي بيحطه الفلاح في الحقل عشان يمنع الطيور من أكل محصوله، بدأ إنه يجمع عدد كبير من الدُّمى، ويحتفظ بيها في الكوخ الخشب اللي بناه على الجزيرة.
الدنيا كانت ليل ومفيش قمر، وكانت البرودة شديدة جدًا، كان "جوليان سانتانا" قاعد كالعادة قدام المكان اللي البنت غرقت فيه قدّام راكية نار مكانتش مشتعلة بالدرجة اللي تنوّر المكان، كانت يادوب بتعطيه دفا يقلل من برودة الجو، وبرغم الضلمة الشديدة في المكان إلا إنه كان بيلاقي مكان غرق البنت منوّر شوية ولونه أفتح من باقي المكان حواليه.
سمع صوت مجداف في المياه، الصوت كان بيقرّب منه بشكل تدريجي، ولأن "جوليان سانتانا" مكانش يتوقع إن حد يكون في القارب في ساعة زي دي وجو بارد بالدرجة دي، قام من مكانه وبدأ يتابع صوت مجداف القارب اللي هو سامعه.
في البداية كان فاكره صوت الروح الشريرة اللي في المياه، لكن لمّا القارب وقف قدامه، لقاه إنه ابن عمه اللي ساكن على مسافة قريبة من الجزيرة، لكنه جه في الوقت ده لمّا عرف من أسرة "جوليان سانتانا" إنه ساكن في الجزيرة من فترة كبيرة ومبيروحش لأسرته غير كل فترة طويلة يطمن عليهم ويرجع تاني.
أخدهم الكلام حوالين اللي بيحصل، ولأن "جوليان سانتانا" كان بيرتاح في الكلام مع ابن عمه قال له كل حاجة، وابن عمه نصحه بإنه يسيب الجزيرة ويرجع بيته، لكنه رفض.
ومن بين الكلام اللي قاله ابن عمه، إن صديق لهم من الطفولة غرق من فترة قصيرة، وبدون ما "جوليان سانتانا" يصدر منه أي كلمة أو رد فعل، دخل الكوخ الخشب، وبعد شوية خرج وهو في إيده دمية من اللي محتفظ بيهم جوّه، وقام معلّقها على شجرة زي ما علق اللي قبلها.
لمّا ابن عمه سأله ليه قام في الوقت ده بالذات وجاب الدمية وعلّقها، قال له:
-كل دمية هتتعلق هنا هتطرد روح الشخص اللي غرق من المياه، علشان مفيش روح شريرة تتسبب في غرق حد،.
طبعا هو بيعمل كده وهو متأثر بمشهد الطفلة اللي شافها غرقانه قدامه وطلعت دُمية.
طبعًا "جوليان سانتانا" اعتبر ظهور الطفلة له وبعد ما نزل لإنقاذها اختفت وحل محلها الدمية إن دي رسالة ومكانش لازم يتجاهلها، وإن وقع عليه الاختيار بإنه يكون حارس الجزيرة والمياه اللي حواليها من الأرواح الشريرة.
عشان كده كان كل ما يسمع خبر غرق حد في المياه، حتى ولو في مكان بعيد جدًا، كان بيعلّق دمية على شجرة، اعتقادًا منه إنه طرد روحها من المياه، وإن المياه نقية من الأرواح اللي ممكن تأذي حد.
لكن في ليلة وهو قاعد كالعادة قريب من المياه، الموقع خلّاني أسمع صوت تفكيره، كان بيقول:
-شهور طويلة وأنا بعلّق دمية كل ما أسمع خبر حد غرق، على أمل إن روح الشخص اللي بيغرق تسيب المياه وتبعد، يعني المفروض إن المَياه نقية، طيب ليه حالات الغرق اللي بتحصل من وقت للتاني دي؟!
ولقيت الموقع بينقلني لبُعد تاني خلّاني أشوف سبب حالات الغرق اللي متوقفتش برغم تعليق "جوليان سانتانا" لدُمى بعدد كبير جدًا، بالمئات، ولكنها كلها جت مخالفة لاعتقاده بإن عندها القدرة على طرد الأرواح الشريرة.
الظل الأسود مع الوقت كانت قوته بتزيد، وكان كل شخص بيغرق في المياه حتى ولو على مسافة بعيدة كان بيقدر إنه يجذب روحه للمكان ويحتفظ بيها، ومع مرور السنوات بقت الكتلة المظلمة اللي اتكونت بسبب وجود عدد كبير من الظلال السودة في المكان أقوى من تأثير الدمى اللي بتتعلق على الشجر، وكمان أقوى من تأثير الروح الشفافة للطفلة.
عشان كده حالات الغرق متوقفتش، برغم إن "جوليان سانتانا" قضى أكتر من نص عمره في الجزيرة يخلص للرسالة اللي اعتقد إنها ظهرت له وفرضت عليه مهمة حراسة الجزيرة من الأرواح الشريرة.
صوت أمي وهي بتنده عليا عشان آكل أي حاجة لأني منعزل في أوضتي من فترة طويلة خلاني أفوق، لقيتني رجعت من رحلتي اللي للمرة التانية بروحها عن طريق الموقع، لكني كالعادة لقيتني بقول لها إني مشغول جدًا ومُش عاوز آكل دلوقت.
لكن فضولي مسابنيش في حالي، طيب ياترى "جوليان سانتانا" مات ازّاي؟
أنا دلوقت على الجزيرة، الجو برد جدًا، والوقت تقريبًا منتصف الليل، ورغم إن الليلة كانت قمرية، لكن لمحت كتل سودا بكميات كبيرة بتزحف من المياه ناحية الجزيرة، وبدأت تتجمع حوالين "جوليان سانتانا" وهو قاعد قعدته المعتادة.
لاحظت إنه بدأ يفتح زراير الجاكيت اللي هو لابسه، وبعد كده بدأ يفتح زيراير القميص اللي تحت الجاكيت ويبعده عن رقبته، فعرفت إنه بيحس باختناق، ومع زيادة الكتل السودة حواليه كانت خنقته بتزيد، لغاية ما اتقلب على ضهره جثة مفيهاش حياة، وبعدها بدأت الكُتل السودة تنسحب تاني للمَيّا.
والغريب إن بعد ما "جوليان سانتانا" مات بلحظات النور الأبيض الخفيف اللي كان دايمًا ظاهر بالليل مكان غرق الطفلة، اختفى هو كمان!
ومن ساعتها والكُتل السودة هي اللي مسيطرة على الجزيرة.
موت "جوليان سانتانا" اتعرف بالصدفة، لكنه اتعرف بسرعة.
تاني يوم الصبح بمجرد ما النهار بدأ يظهر في السما، كان ابن عمه معدّي بالقارب بتاعه من قدام الجزيرة، هو كان متعود إن "جوليان سانتانا" في الوقت ده بيكون قام من قعدته ودخل الكوخ ونام، لكنه اتفاجأ بيه نايم مكان ما بيقعد.
علطول وقف بالقارب على مرسى الجزيرة ونزل منه، حاول إنه يصحّيه لكنه فشل، فعرف إنه مات، فأخد جثته معاه في القارب ورجع.
فجأة النهار انقلب ليل، ولقيتني واقف على مرسى الجزيرة، شوفت القارب اللي أنا كنت جاي فيه، واتفاجأت بالشخص اللي كان بيسوق القارب بيا موجود، عرفت إن رحلة الجزيرة خلاص انتهت، وإن الموقع عاوزني أرجع تاني زي ماجيت لنفس نقطة البداية، زي ما تكون بترسم دايرة، بتبدأ من نقطة وتلف لغاية ما توصل لنفس النقطة، عشان القصة تكمل وتتقفل.
لمّا رجعت أوضتي الوقت كان تقريبًا الفجر، وبعد ما النهار بدأ يطلع لقيت الصفحة رقم 12 اختفت تاني، ففهمت إن الموقع ده مبيظهرش غير بالليل بس.
***







Share To: