انظر يا حبيبي كيف أصبح العالم من حولنا زوالا بزوال .. كلُّ الذين آثَرتهم عَليَّ وتَشبثّت بوجودهم قُربك، أراهم الآن قد تخلّوا عنك، وتركوك لغياهب الفقدِ والنسيان ..
ما انتَ بفاعلٍ الآن هيَّا أخبرني، وكل حصونك صارت لي وبين يَديّ القاتلتين ..
نعم اعترف لك للمرة الاولى وأقولها بأعلى صوتي على المَلأ إنني أَحببتك وأحببت كل شيءٍ فيك، علَّ هذا الأفق يُخرس أصداء القهر والحنين الذي تَملَّكني في غيابك ..
منذ اللحظة الأولى، وعند النظرة الأولى، تَربَّعتَ في قلبي وصار خَفقانُه رهنًا عليك، ولكن لا عليك الآن مني، فكل ذلك بات في جعبة الماضي الدفين ..
وليس لدى الكون الآن سوانا ..
مابالك أراك مرتبكًا، أتخافني ؟؟
لا أنصحك بمخافتي أبدا ..
ونصيحتي هذه ليست بسبب هيامي بك، إياك أن تظن بي أنني مسكينة وسأرحمك، لا أبدًا يا عزيزي لأنني فقط عازمةٌ على احتلال فؤادك وانتزاع كل المشاعر التي من المُحتمل أن تُحييه مجددًا في صدرك وبين نَبضاتك .. وهل تظنُّ أن انتقامي هذا سببه نار الغيرة هههه ؟!
لا والله، ليست الغيرة وإنما الغَليان الغَليان فقط، من كلُّ أنثى تَجرّأتْ واقتربت منكَ ورَحَّبتَ بها ..
اطمئن الآن وضع قدميك في هذه الماء المتجمّدة .. التي قد تَجمَّدت طويلاً لأجلك، لأجلك أنت وحدك لأنني فقط صَهرتُ مشاعري فيها ووضعتها داخل وعاء الجفاء خاصَّتك، لأشتّفَّ السلام من روحكَ وأسكبه فيكَ رويدا رويدا حتى تتخثّرَ دماؤك أمام ناظريكَ المَتوهجَين التي بكل جوارحي عَشقتهما، وبصلابتكَ المُختالة قد جُرت عليها وآذَيتَها ..
فكن ذا بالٍ طويلٍ كما عَهدُّتك دائمًا، لأنني انتظرتُ هذه اللوحة طويلًا وصَبرتُ لانتقاءِها حقبةً من الزمن، لأراكَ كما الآن معي لي ولوحدي، أَفهمت وحدي أنا ؟
وتأكد انه ليس هنالك من أي أنثى غيري بمقدورها الصمود أمام جمالك، وصَمدت أنا ولكنك ما اكترثتَ لِما كلَّفني هذا الصمود من مآتم حَرّةٍ في قلبي ..
والآن هاتِ عينيكَ سأهُّم أخيرا بهما ،إنني بحاجةٍ مُلِحَّةٍ لإقتلاع الريحان من شَهدِهما، كن جُلمودًا يا حبيبي، لأن الأنثى التي أمامك بارعة، بارعةٌ جدًا باستخدام خِنجرها ..
قد حان موعد الإنتقام ..







Share To: