أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجُمع الماضية عن الحِكم العامة والخاصة من تعدد زواج النبى صلى الله عليه وسلم من أكثر من واحدة واليوم بإذن الله تعالى أُجمل لك القول وأعطيك نبذة مختصرة عن بعض الحِكم العامة والخاصة لعل قارئا لم يقرأ حديثاً من الأحاديث المتعلقة بهذا الموضوع فأردت أن أذكره ببعض هذه الحِكم لتتم الفائدة ويعم النفع ولقد دعانى للكتابة فى هذا الموضوع ما عمت به البلوى من تقاليد وعادات ومظاهر كاذبات خادعات ينتج عنها الفشل فى الحياة والعقوبة بعد الممات كماينتج عنها الديون وفشل الزيجات والتفكك الأسرى الذى يجعل المهتمين بأمر الدعوة فى حيرة حينما تكثر الخلافات وتتعدى شرع الله بكثرة الحلف بالطلاق والظهار والمحرمات للفهم العقيم من بعض المتنطعين أن التعدد سنة من سنن الانبياء والمرسلين والتعدد قيمه الدين بالإلتزام بشرع رب العالمين والذي حث الرجال علي النفقة والكسوة والعدل وما تتطلبه حياة المتزوجين لمن تزوج بواحدة أو كان من المعددين
ولو إقتدينا بمنهج خير البريات ما وقعنا فى هذه المحظورات قال تعالى
﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا ٢١ الأحزاب
الحكم العامة
التعدد فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم
يعنى زواجه صلى الله عليه وسلم بعددٍ من النساء ووراء ذلك حكمٌ عامة وخاصة
أولا بعض الحكم العامة
١-توجيه الأمة إلى السياسة الحكيمة فى معاملة الأزواج وما يتعلق بذلك
٢- من حكم التعدد العامة تبليغ النساء الأحكام الشرعية الخاصة بهن
ومن المعلوم أن الشريعة الإسلامية جاءت بأحكام تتعلق بالرجال والنساء وبعض هذه الأحكام تتعلق بالرجال والنساء وبعضها للرجال فقط وبعضها يتعلق بالنساء
ولما كانت طبيعة المرأة الحياء فى حديثها مع الرجال فيما يتعلق ببعض الأحكام الخاصة بهن كالحيض والغُسل وغير ذلك كان من الحكمة أن يكون من النساء من يُفهِم نساء الأمة أحكام الدين فالمرأة بالنسبة للمرأة أقرب وأنسب فكان النساء يَجدنَ حياءً فى سؤاله صلى الله عليه وسلم فى بعض الأحكام وكان هو يستحى فيُجيب على أسئلة النساء فى شئٍ من الحياء
٣-من أحكام التعدد العامة له صلى الله عليه وسلم نقل الأحاديث والأقوال والأفعال والتقريرات التى كانت تحدث فى بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة نساءً ورجالاً خاصة الأشياخ من الرجال
لتتعلم الأمة التيسير والقدوة من معاملته فى بيوته صلى الله عليه وسلم
٤-من أحكام التعدد العامة كانت رسالته صلى الله عليه وسلم عامة وتحتاج إلى توثيق بالقبائل ووجود نصراء له فكانت كثرة النساء خير وبركة على هذه القبائل لدخول الناس فى دين الله عز وجل
الحِكم الخاصة لكل واحدة منهن
١- أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
الحكمة من زواجه منها فهو إحياء لسنة الزواج الذي دعا إليه الاسلام
ولا سبيل للمتنطعين والمتقولين أن يعدوها في باب التعدد لأنه صلي الله عليه وسلم لم يتزوج غيرها طيلة حياتها
٢-أم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة
الحكمة من زواجه منها
أن زواجه صلى الله عليه وسلم كان طبيعيا بعد وفاة السيدة خديجة رضى الله عنها
و رحمةً بها من أهلها أن يجبروها على الإزلال بالشرك بعد أن أعزها الله بالإسلام
و مكافأة لها باعتبارها من المهاجرات الهَاجرات لأهلها وديارها
و فيه تأليف لبنى عبد شمس الذين أكرم رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلم كريمتهم وشرفها بزواجه منه صلى الله عليه وسلم
٣- أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق
الحكمة من زواجه صلى الله عليه وسلم منها توثيق عُرى المحبة والمودة بينه صلى الله عليه وسلم وبين أبيها ومكافأة له وتقوية لعُرى الصداقة فضلاً عما كانت تتمتع به رضى الله عنها من ذكاء وفطنة مما كان له الأثر الكبير فى تبليغ الدعوة
٤- أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر
والحكمة من زواجه صلى اللّه عليه وسلم منها تشريف لعمر وتسوية له بأبى بكر وتوطيد وتوكيد العلاقة مع والدها عمربن الخطاب أما توطيد وتشريف علاقته صلى الله عليه وسلم بسيدنا عثمان وعلى فقد زوجهما بناته صلى الله عليه وسلم
٥- أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش
الحكمة من زواجه صلى الله عليه وسلم منها
إبطال عادة التبنى وأن التبنى كان فى أول الإسلام ثم حرم بعد ذلك وانتهى كل ماكان يتعلق به من آثار
٦- أم المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها
والحكمة فى زواجه عليه السلام منها أنها كانت من المهاجرات الأؤل إلى الحبشة والمدينة فكافأها النبى صلى الله عليه وسلم وواساها بعد فقدها زوجها ورعايته لصبيتها وتهوين الأمر عليها لغيرتها وكونها مُسنة
٧- أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث
الحكمة من زواجه صلى الله عليه وسلم منها تأليفٌ لقومها وسبب لتحرير نساء بنى المصطلق مما نتج عنه عدم عداوتهم للمسلمين
وأُهيب بالمسلمين أن يحذوا حذو النبى صلى الله عليه وسلم مع أصهاره وأنسابه لتحقيق الغاية المرجوة من المصاهرة وهى الحب ورفع العناء
٨- أم المؤمنين السيدة صفية بنت حيي بن أخطب
الحكمة من زواجه صلي الله عليه وسلم منها تسليةًلها عن قتل أبيها الذى قُتل مع بنى قريظة ليتعلم الناس التسليم لأمر رب العالمين كما حث على ذلك الدين حتى إن إفتقد العبد أقرب الأقربين فلقد بقيت له رحمةُ أرحم الراحمين
وفيه أن العداوة والمحبة تُبنِيان على أساس الدين والحب والبغض كلاهما طاعة لله رب العالمين حين يأمر بذلك الدين
٩- أم المؤمنين أم حبيبة رضى الله عنها والحكمةُ فى زواجه صلى الله عليه وسلم منها
تأليفٌ لأبِيها وكسرُ العداوة بينهما وجبرٌ لها عن فقد زوجها وحمايةٌ لها من عداوة أهلها ورفعٌ لشأنها
١٠- أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث الحكمة من زواج النبى صلى الله عليه وسلم من السيدة ميمونة بنت الحارث هو توثيق العُرى بينه وبين قبيلتها التى كانت من أعظم القبائل العربية وكسب تأيدهم وتأليف قلوبهم وتشجيعهم على الدخول فى الإسلام وقد وجد منهم النبى صلى الله عليه وسلم العطف الكامل
Post A Comment: