السلام عليكم ، 
تقييد الحريات : 
يختلف مفهوم الحرية من شخص لآخر فمنهم مَنْ يعتقد أنها تعني الخروج عما هو مألوف و متَّبع في المجتمع و محاولة التجرد من تلك القيود و الحواجز التي تمثل عائقاً للكثير منهم و الانطلاق في القيام بأمور شاذة خارجة عن القواعد و القوانين المفروضة في المجتمع منذ قديم الأزل ومنهم مَنْ يعلم جيداً أن تلك الحريات مهما اختلفت فلابد أن تكون مُقيَّدة ببعض القيم و المبادئ التي يتسم بها البشر مِمَّن هم علي خُلق و دين ، ويبقي ذلك المفهوم مترنحاً بين أولئك و هؤلاء علي مدار الأعوام المتعاقبة حتي يكاد البشر يفقدون المعني السليم للحرية الذي يتمثل في الامتثال لكل ما هو ملزم و رادع لنا ولحياتنا وإلا سوف تنفلت الأخلاقيات وتضيع المجتمعات نظراً لاتباع مفهوم الحرية السائد الذي يفسره كل شخص حسب أهوائه الشخصية و أغراضه المختلفة التي لا يدري عنها أحد شيئاً ، فإن لزم الأمر لابد من تدريس ذلك المفهوم علي نطاق أوسع من خلال وسائل الإعلام أو منظمات مختصة أو حتي في المراحل التعليمية أو خلافه و علي كل شخص أن يتيقن أن لكل شئ حدوداً ليس فقط الحرية ، فالضوابط و القوانين لا تمنعك إطلاقاً من ممارسة حريتك و أخذ كل حقوقك اللازمة ولكن عليك أن تعلم بأن الحرية كلما زادت عن حدها المعقول المطلوب انقلبت للضد و صار كل شى مباحاً سواء أكان سليماً أم خاطئاً ، حلالاً أم حراماً ، إيجابياً أم سلبياً و هذا ما يتم نقله و توريثه لكل الأجيال فيجب وضع رادع لتلك الحريات الممنوحة للجميع دون تقييدها أيضاً أو انتهاك خصوصيات أي شخص ، فالوسطية هي الحل الأمثل لمِثل تلك الأمور التي تمثل أزمة كبيرة في كل الأجيال نظراً لعدم تنفيذها بالشكل السليم دون سلب حريات أحد أو إصابته بالاختناق أو الضيق بسبب إعاقة ممارستها بالشكل الذي يرغب به الجميع ما داموا لم يتخطوا الحدود و الآداب العامة الخاصة بالمجتمع الذي نشأوا فيه ، فيجب أن نُعلِّمهم أن تلك الحدود  هي ما تحميهم من الوقوع بالخطأ رغماً عنهم ، فمَنْ ينادي ويطالب بتلك الحرية المفرطة بالتأكيد سوف يتعثر و  يقترف بعض الآثام عن غير عمد أو لن يري بأنه قد أخطأ أو ارتكب أي حماقات أو سقط في الزلل ، فلا علينا أن نترك الآخرين يتعرضون لمثل تلك المواقف المهينة التي تقلل من شأنهم ، فتحجيم و ترويض الحريات هو أمر ضروري لا ضرر أو ضرار منه علي الإطلاق و به المزيد من الحماية لكل الأجيال بلا استثناء ...






Share To: