الشاعرة نبيلة حماني عطر من عطور الوطن المغربي ، أنثى قوية ، ولجت الكتابة من بابه الواسع منذ زمن مبكر ، لكونها أستاذة اللغة العربية ، ارتوت من غدير الشعر الوجداني ، فابدعت متفردة بإبداعات خصبة ، وهذا ما نستنتجه من كثرة دواوينها الشعرية التي أغنت المشهد الثقافي المغربي وكذا العربي ، متشبعة بالفن العربي الهادف ، مضمخة بكنوز البوح المتميز الجميل ، تتالت نجاحاتها مدوية بتبني المحبة والجمال ، تحمل أدق المعاني ، متشبحة بالمنحى الإنساني ، وقد يجوز القول على أنها متمردة تكتب بعشق تعانق الأمل ، تبحر متأبطة حروفا مكتظة برؤى دقيقة ،تتنفس الحرية ، فكل كتاباتها دليل سخاء تزهر باقات المحبة والسلم ،تطير بك على أجنحة الخيال الحالم ...تملك جرأة وصراحة غير مألوفة عند الجميع ، تصعد حروفها من أعماق شاعرة إنسانة نبيلة ، لها تجربة مذهلة ، فالشعر عندها تعبير صوفي إنساني راق ، تملك ناصية الحرف الأنيق ، إنها بنت فاس المدينة العالمة شعرا وأدبا وإبداعا ومعرفة ... ، التي في سمائها فاح الشعر والجمال والغناء والعلم والعلوم والأدب ، فكل مقاطيعها تدعو للتأمل ، تغري القاريء ،إنها صاحبة الشعر الوهاج ،جل الشعراء انساقوا لجمال ابداعاتها ، وما دام فاس مدينة الزلال المائي فنبيلة تترجم هذه الصورة في تجربتها الشعرية الراقية في كل دواوينها ، وديوان مرايا من ماء لدليل قوي على ما ذكرت. ...أما من حيث اللغة فنبيلة حماني متضلعة خلقا وتعبيرا ترسم المنحى الشعري بطرائق تصويرية إبداعية خلاقة ، تحرك لواعج الذات تأويلا ودلالة ...والحديث يطول ويطول ، فالصورة الشعرية عندها تعد جوهر الإبداع الشعري وركيزة بناء النص النثري الناطق بالتجربة الشعورية ومترجمة للأجواء النفسية بشكل راقي جدا. .
حتما لعبت طبيعة البادية دورا كبيرا في تكوينها الشخصي بما تملكه من عناصر ساحرية في صقل مواهبها الإبداعية بألوان جعلت منها شاعرة متميزة ، فهي ابنة قرية أبا محمد إقليم تاونات لحما ودما ، لكن في فاس حلقت بخيالها الممتع لتطرز دواوين متنوعة وعددها ستة دواوين وهي :
✓ تيه بين عرصات زمن مغتال
✓اختراق في وريد الصمت
✓ مرايا من ماء
✓ لك أن تحيا من دمي
✓ شظايا من رفات عاشقة
✓ اعتكاف في مقامات عاشقة
والشاعرة نبيلة حماني امرأة امتطت هودج العمل الجمعوي فتقلدت مراكز قوية يحسب لها حساب ومن بينها :
✓ رئيسة معهد صروح للثقافة والإبداع
✓ مديرة وكالة عرار الإخبارية
✓ رئيسة المكتب الجهوي لمركز حقوق الناس جهة فاس مكناس ....
وليس هذا فحسب ، بل شاركت في عدة ملتقيات وندوات شعرية وأدبية داخل وخارج المغرب ، كما شرفت المغرب في مصر ، والحديث يطول ويطول .
وخير ما أختم به هو أن نبيلة حماني شاعرة عصامية ، بصمت بصمتها القوية في المشهد الثقافي المغربي وكذا العربي ، حاضرة في كل المحافل الإبداعية ، متبنية طرح المرأة بامتياز ، كسرت تلك الصورة المعيارية الخجولة للمرأة . و يمكن اعتبار تجربتها رائدة في الكتابة النسائية بالمغرب .
Post A Comment: