أشعار إمهاء مكاوي في عيون نقاد مغاربة 

1) الشاعرة  إمهاء مكاوي تغوص في أعماق القصيد بالشكل الذي ذهب إليه الفيلسوف و الأديب رولان بارت حين شبّه النص بالجسد الذي يراود القارئ عن نفسه 
     بقلم : الأديبة و الناقدة المغربية القديرة  دة. سعاد الناصر
 (أستاذة الأدب العربي بكلية الآداب والعلوم
 الإنسانية جامعة عبد المالك السعدي /تطوان –
 المملكة المغربية )
كالماء ينهمر..
        من الصعب على أي كان تقديم الديوان الشعري، لأن الشعر في رأيي يقدم ذاته للمتلقي بنفسه، ولأنه جوهر الإنسان ومرجعه الوجداني، الذي يجعل من النص الواحد متنا تتوارى فيه نصوص موازية له أو ثاوية فيه، تؤكد أن النص الشعري كون تنصهر فيه الاحتمالات الدلالية، تخرج فعل القراءة من ظلال التفسير إلى آفاق التأويل. ويكفي الشعر أن من الشعراء من يفيض عن مكنونات ذاته وما يتجلى فيها من مشاعر تتزاحم فيها بؤر التوتر، واختراق المألوف من أجل نحت دلالات جديدة تفتح العين على النفاذ من سطح النص إلى عمقه، حيث اللفظة تنفلت من معناها، والصورة من إطارها النمطي، للكشف عن بناء آخر للذات والواقع.
ويعد ديوان  الشاعرة إمهاء مكاوي تجربة جمالية تحيل على رؤية معينة للذات وللواقع، تنزع نحو رصد تشظياتهما لبناء عالم مغاير تسوده القيم الإنسانية، ويتعانق فيها النفَس الشعري بانسيابية مع الموضوع بلغة موجعة شفافة، تفوح بخلجات روح تتطلع نحو الحب والسلام والتفاؤل. فحين تقول إمهاء:
بين دروب الأشجان
تسمو رؤى إلهامي
على سطور الخيال الروحي
بعدما ازدادت
جرعات وجعي منذ
الأزَلْ
ندرك أن الشاعرة تنثر حولها ما وسعها من نبضات وجدانها بكل ما تحمله تجربتها الشعرية من بكارة وعفوية تتعالى في الزمان والمكان، وأنها مسكونة بالقيم الجمالية والدلالات الإنسانية، تنفث فيها كينونتها  ومشاعرها التي تنفلت من شَغاف قلبها، ووجدانها، وما يؤرّقها من آمال وأحلام، وما ينغّص عليها من حزن وإحباط ومرارة وألم، وما تجيش به ذاتها من حب متعدد الأبعاد، يشمل الوجود.
 والديوان ينقسم إلى مجموعة من الأقسام، تتوزع موضوعاته بين ما هو ذاتي ووطني وإنساني، الأمر الذي أتاح مجالات أوسع  للتعبير والتخييل. كل قسم يتضمن نصوصا مختارة للتعبير عن ميلاد شعري يقدم تصوره الخاص سواء للشعر أم لمختلف القضايا الذاتية أو الموضوعية ويحاول استنفار القارئ وإغرائه على اقتحام تأويلات تغوص في أعماق النصوص، بشكل يشبه ما ذهب إليه رولان بارت حين شبّه النص بالجسد الذي يراود القارئ عن نفسه فيغريه ويستثير رغبته في الكشف عن صورته، في مثل قول الشاعرة:

فالحياة كماء البحر المالح كلما
ازددت منها شربا ازددت عطشا!
حتى  آخر ذرة أوكسجين
نستنشقه لنطرق باب
الأجل 

فتتمثل في مقطوعاتها الشعرية ومضات روحية، ترتسم فيها مبادئ التكوين الإنساني، وتنكشف من خلالها كينونة الشاعرة وهويتها:

بدأ نور الحياة ينبثق من ستائر
شبابيكي عند السحر  و كأنها
خيوط من مسد و
شفق

وتتفرع من قلب الشاعرة الأشجار، تنثر ثمارها بين يدي القارئ، بعد إروائها بعذب المياه المنسابة من رحيق روحها:

شغف المعاني في القصيد هيجت 
و شار العسل من الخلية بالشور 

إنها نصوص تختزل نظرة الشاعرة ومشاعرها وانفعالاتها في قالب جمالي شفيف، يفرض أكثر من قراءة،  لذا لا أريد توجيه نظر القارئ لفهم خاص أو تأويل معين، وإنما يكفيني مما ذكرت، أنها إشارات تزف لعشاق الشعر نهضة  شاعرة يجري منها الشعر كجريان الماء العذب، ويؤشر عن إشراقة سامقة ...





2) دراسة و قراءة نقد في كتابات و شعر إمهاء مكاوي

 إمهاء مكاوي: شاعرة باحثة و كاتبة من برج

 أندلسي ينبض بالحياة


- تلكم نظرات في كتابات الشاعرة إمهاء مكاوي المنسابة انسياب الرذاذ على زهر الحدائق 
و ليس بالغريب ذات أندلس الفاتنة الجميلة الأندلسية إمهاء مكاوي تجري في دمائها دماء ابن زيدون و ولادة بنت المستكفي و ابن خفاجة و ابن شهيد ...
- لقد استطاعتِ إمهاء مكاوي  الكاتبة العربية المعاصرة، ساردةً وشاعرةً، بفضل ما اجتمع لديها من حِسٍّ مرهَفٍ، وخيالٍ خِصْبٍ متنوِّعٍ وذهن ثاقب قادر على استرجاع الأحداث وترتيبها وفق رؤية أنثوية متميزة؛ تقوم على المواكبة والمعايشة و نقل الواقع دون التفريط في جماليات الكتابة

بقلم :الأديب و الناقد القدير  د. مصطفى بن العربي سلوي

أستاذ النقد و مناهج الدراسات الأدبية بكلية

 الآداب/ جامعة محمد الأول- وجدة (المملكة

 المغربية)

     قبل النظر في شعر الشاعرة (إمهاء مكاوي)، ارتأيت- كعادتي دائما- الانطلاق من مقدمتين، أجد كُلَّ واحةً منهُما عتبةً صالحة للإطلالة على شعر هذه الشاعرة الرقيقة المتميزة من خلال جملة من العلامات سيتم الوقوف عندها في متن هذه القراءة. فأما المقدمة الأولى، فتتصل باستعادة المرأة حقها في الكتابة؛ وهو الحق الذي حازته منذ كانت أول كتابة في الوجود، إلا أنه ظَلَّ حقّاً تمارسه المرأة بالقوة دون الفعل؛ تبعا لما جاء به (أبو نصر الفارابي) (رحمه الله)، حين وجد نفسه مُحْرَجاً، حُيالَ إيجاد طريقة/ حيلةٍ لِحَلِّ مشكلة قدم العالم أو حُدوثِهِ..
     وأما المقدمة الثانية، فتخُصُّ ضرورة التخلص من قيود نظرية الأشكال في كل كتابة إبداعية؛ سواء في الشعر أم السرد، والتفكير في إعادة النظر في مسألة التجنيس؛ تلك التي حَكَمَتْ صيرورة الأدب العربي قرونا من الزمن؛ بل وهي المشكلة التي أثرت حتى على كثير من الآداب غير العربية في أوروبا كما في الأمريكيَّتَيْنِ؛ فأساءت إلى عدد من محطّاتها، أكثر ممّا عَمِلَتْ على خِدْمَتِها..
    أذكر أنني كتبت، منذ أكثر من عقديْن من الزمن، كتابي (صحوة الفراشات، قراءة في السرد النسائي المغربي المعاصر)، وهو الكتاب الذي أُعيدَ طَبْعُهُ ثلاث مرات، منذ طبعته الأولى عام 2011، وضمنه أفردت فصلا كاملا للوقوف عند حق المرأة في الكتابة والتعبير عن خلجات نفسها؛ لا لشيء سوى لأنها الكائن الأكثر انتشارا في الكون، وكذا الكائن الذي كان من وراء كل كتابة يزهو الرجل بأنه المُوَقِّعُ لكلماتها وفقراتها.. 
وفي زمن التحولات، انبعثت الأنثى ( إمهاء مكاوي) بقلب مكلوم يلملم جراحه، ليصنع من دمائها مدادا يختزنه داخل محبرة سحرية عجيبة، يحرص على الاحتفاظ بها، ويبحث عن وريقات من أي طينة كانت؛ ليكتب عليها التاريخ...
     
الكاتبة و الشاعرة إمهاء مكاوي شأنها شأن كثير من النساء العربيات، في دول الخليج كما في أقطار شمال إفريقية. تستجيب ، انطلاقا من هذا المُعَيِّنِ الأول، إلى حاجة ماسة في التعبير عن خلجات الذات؛ إثر ما كان يتردد على أسماعها، أو يَبْلُغُها من أحاديث التنقيص من شأن المرأة داخل مجتمع لم يَعرف بعد بأن المرأة هي في البدء والآخر جوهر كل كتابة؛ تقول:

ثارَ الوجدُ الحائرُ في خَاطرِي
بعدما رموه بالسّهامِ دون قِتال
وإن تعمدوا التّجْرِيحَ بـالقَـصْدِ
وبِعِلْمِهم ما ينـغزك من النِّـبال
أنا القـصـيـدُ بالـفـكـرِ والحـبـر
وطَيْف الـمَـرَايَا يعكس الخَـيَال
وإن عِـشْــتُ أتنفّسُ الـحرفَ
           كأسِي المداد وقوتي السِّـجال

 إنها الكتابة على مستوى ردِّ الفعل من امرأة آنَسَتْ من نفسها (رُشْدَ الكتابة)؛ وهو الرُّشْدُ الذي استلهمه الرجل ليكتُبَ أجمل نصوصه، في الوقت الذي فُرِضَ على المرأة (الصمت)؛ وهي التيمة الكبرى التي قامت كتابة المرأة لكسر كل ما يحيط بها؛ معلنةً نهضة (الفينيق) الأسطوري الجاثم تحت رماد صبرها.. ذلك بأن من أبرز الطابوهات التي دفعت إلى وضع عقبات أمام الكتابة بصيغة المؤنث، الرغبة في البوح، وتعرية الواقع، وفضح الممارسات الاجتماعية والجنسية التي انبثقت عن كثير من العلاقات بين الرجل والمرأة. لهذا بقيت المرأة تعيش صمتها سواء كتبت أم لم تكتب. ولعل هذا ما وقف عنده كثير من الدارسين الذين جعلوا من قضية الصمت واحدة من أبرز القضايا التي عالجتها كتابة الشاعرة إمهاء مكاوي ولم يقف عندها الرجل..
 
وتأتي موضوعة الصمت على رأس القضايا التي عملت الأنثى على الانطلاق منها في كل ما طرحته من أسئلة وما ركبته من جسور التحول والانتقال نحو الآخر. لقد انتبهت المرأة إلى أن القضية التي كانت عقدة في انهزامها وتراجعها أمام الرجل، هي نفسها القضية التي بمقدورها أن تكون فاتحة انتصاراتها وتفوقها وانتقالها من مستوى المنهزم المندحر إلى مستوى المنتصر المتسامي. وفي إثر هذه القضية الأم طرحت الشاعرة و الكاتبة إمهاء مكاوي مجموعة من القضايا كلها من جنس المسكوت عنه؛ أي أنها ترتبط بالصمت في واحد من تجلياته الكثيرة.
وتبقى القصيدة والكلمة الشعرية الطيبة الحُبْلى بالإيحاءات هي الكأس التي تشرب منها الشاعرة (إمهاء مكاوي) (ماء الحياة)؛ على حد تعبير الأنثروبولوجي (كلود بروديل)، فهي دفقُها، وسلاحها الذي تكسر بها جدران الصمت الكئيبة؛ تقول من

 قصيدة (أيقونة الفلك):
قصائدي من فلك
آخر أقودها رغم
أنف البعض من الجلادين
في مسار رنين أجراس المجد
وأبوح بالصدق
ولن أتمتم نفاق البروتوكول
وأعلن الخشية والخَجَلْ

وهي نفسها المعاني التي تختلج في صدر الشاعرة التي تكتم سرها ولا تبوح به، وبين ذاك وذاك تعمل جاهدة على أن تكون المرأة الأولى في تكسير حواجز الصمت؛ تقول في نص (كسْر الجناح):

أشق الحجر بالشوق الأسير
وأنت في الأنس تزهو
بالليالي الملاح
عثرات فؤادي تنبض عذبة المعاني
بعبق الورد الفواح
أكتُم سري
ولا أبوح بالشجن
وتعلم أنك
أنت الطبيب الجراحُ

    و الشاعرة إمهاء مكاوي هي نفسها المرأة التي تمقت الوشاية، خاصة ممن وجب ان يكون في صفها، معتزل ببنات فكرها، مساندا لجهودها. وموضوعة الوشاية من الموضوعات القليلة جدا التي طرقها (ريبيرتوار) الكتابة؛ سواء تعلق الأمر بكتابة المرأة ام بكتابة الرجل. وهنا بالذات تبرز واحدة من أجل خصوصيات كتابة المرأة وهي المواكبة والمعايشة. وهذا ما وقفت عنده غير ما مرة فيما كتبته بخصوص الكتابة النسائية العربية المعاصرة.
     لقد استطاعتِ إمهاء مكاوي  الكاتبة العربية المعاصرة ساردةً وشاعرةً، بفضل ما اجتمع لديها من حِسٍّ مرهَفٍ وخيالٍ خِصْبٍ متنوِّعٍ، وذهن ثاقب قادر على استرجاع الأحداث وترتيبها وفق رؤية أنثوية متميزة؛ تقوم على المواكبة والمعايشة ونقل الواقع دون التفريط في جماليات الكتابة التي ظلت في مستوياتها العليا؛ استطاعت بفضل كل هذه الأمور وغيرها أن تخوض في عدد من الموضوعات وأن تطرُقَ عددا من القضايا لم يسبق للرجل أن دخل محرابها أو تَخَيَّلَ نسيج صورها واستعاراتها. وحْدَها المرأةُ الكاتِبَةُ السّاردة والشاعرةُ، استطاعَتْ الأستاذة  إمهاء مكاوي أن تَقْتَحِمَ تلك المجالات وتُفَتِّقَ مِنْ أكْمامِها أقاصيصَ ونماذجَ بشريةً رائعةً؛ سواء في مستوى قراءتها، أم في مستوى تأويلها واستنباط الفائدة من شخوصها وأحداثها.

     إنَّ خاصية المعايشة والمواكَبَةِ التي صارتْ عنوانا للكتابة بصيغة المؤنث، هي التي زادتْ مِنْ وَهَجِ فِعْلِ الكتابة لدى الشاعرة إمهاء مكاوي  وَبَوَّأَتْها المكانة التي تستحقها في عوالم الإبداع الرَّحْبَةِ. لقد استطاعتِ هذه المرأةُ الكاتبةُ أَنْ تنطلق مِنْ ذاتها المكلومة بمختلف الجراحات، ومحيطها القريب منها داخل البيت وفي العمل، وأشيائها الصغيرة في حياتها جسداً وروحا؛ حتى تلك التفاصيل الصغيرة وَقَفَتْ عندها الساردة إمهاء مكاوي وَصَاغَتْ منها موضوعاتٍ؛ عالجتْ مِنْ خلالها جملةً مِنْ عُيوبِ المجتمع، وَكَسَرَتْ بواسطتها عدداً مِنَ الطابوهات التي ظل المجتمع الذكوري حريصاً على السُّكُوتِ عليها وَعَدَمِ الْخَوْضِ فيها.. تقول المبدعة إمهاء مكاوي في قصيدتها (وشاية افتراء):

أيا واشيا عني مترصدا
تَخْتَلِبُ علنا بالأذيةِ تفتخِرُ
فما بالك تشن بالسجن السَّبْيُ
دون حكم القسطاس أفتيت تنذِرُ
فيا ربِّ هل من حكيمٍ يكشف الغَبَشُ؟
ثم تضيف بعد ذلك؛ مفندة مزاعم الواشي:
تَحْتَدُّ شَجَبَا وأنت تُفجِّرُ
من برهانِ القش تفتكُ مُحَجَّلاً
ضعاف
العقل و  مَنْ  اهتزت  شتلاته تَكسِرُ

🌷🌷🌷

و  الكذبُ   مكشوفٌ   مناط   الحق   يبرزُ
مهما    غَمَطَ    الظالم    بالجحودِ    يُحذِّر 

🌷🌷🌷

لغة   الضاد   للعربي   و للعجمي  تباحُ
من   قلوبِ  الأسد  لا تغرنهم و لا تسحِرُ

🌷🌷🌷

و القاضي يحكم عدل القصاص بعد إنصاته 
لقول  الظنين  و  إن  رسب  يجلد  و  يأسِرُ

🌷🌷🌷

وكم   من  ذئابٍ   تعج  و  تخطط  عدوانا 
يوم     الحساب     مكيال    الله     يُبصِرُ

بقلم: الأديبة و الباحثة المغربية إمهاء مكاوي
=====/////=====
التعريف بالشاعرة :الأديبة الباحثة المغربية :إمهاء مكاوي  حاصلة على الماجستير في تسيير المقاولات وباحثة في الدكتوراه نابغة في نظم الشعر لها ديوانان :زئير الموج - نيران لا تحرق - مع مجموعة من التأملات والحوارات الشعرية .
- اختيار العنوان :
 ===///===
-وشاية افتراء عنوان مثير للدهشة فيه إيجاز بحذف المبتدأ تقديره هذه وشاية افتراء وكلمة وشاية توحي بالتنفير من الاخلاق الفاسدة واضافة افتراء لوشاية يوحي بتأكيد الكذب والافتراء والعدوان على الاخرين -
تحليل النص :
==//==
تسيطر على الشاعرة عاطفة الكراهية للوشاة المفترين وعاطفة الحب للأخلاق الكريمة فتبدأ الشاعرة  بالنداء على الواشي المترصد لها المختلب علنا المفتخر بالأذية-ثم تصب الشاعرة اللوم والعتاب على الواشي الذي تسبب بوشايته في دخول السجن دون سابقة عدل أو انذار - ثم تتضرع الشاعر ة الى الله ان يظهر الحق ويشجب الباطل ويفجر الافتراء على يد الحكماء - وانت ايها الواشي تستغل ضعاف العقول ومن اهتزت ضمائرهم - والكذب مكشوف امام الحق مهما حاول الظالمون اخفاءه بجحودهم - فصوت الحق يعلو دائما بالعربية والعجمي مهما حاول الوشاة كتمانه - والقاضي يحكم بالعدل بعد الاستماع الى الخصمين ويقتص من الجاني بالجلد أو الأسر - وكم من وشاة كالذئاب تدبر المكايد والعدوان ويوم القيامة يظهرها الله بميزان العدل-
-التعليق العام :
==//==
عندما يقف الناقد امام امهاء مكاوي فلابد ان يتسلح بكل ادوات النقد الحديثة مع الالمام بمعاجم اللغة :جاءت بعض  الالفاظ معجمية صارخة غامضة مستعصية لفهم معناها وتحتاج الي معاجم مثل : تختلب - السبي -القسطاس - الغبش - والشجب - محجلا -مناط - غمط -تعج -
وجاءت الاساليب قوية ومتنوعة بين الخبرية والانشائية :الانشائية مثل :النداء أيا واشيا- -يارب -التي تفيد التنبيه والتضرع كما حلقت الشاعرة  بخيالها الواسع لتأتي بالصور البلاغية الرائعة التي تخدم المعنى  مثل :يكشف الغبش استعارة مكنية جميلة فيها تجسيد للشيء المعنوي في صورة حسية رائعة - ذئاب استعارة تصريحية عن الوشاة المجرمين توضح المعنى وتؤكده - كما جاءت الشاعرة  بالكثير من المحسنات البديعية والزينة اللفظية الرائعة مثل :الحق ×الظلم -العرب×العجم استخدام التضاد الذي يقوي المعنى ويوضحه - والقصيدة تبدو في جملتها قطعة موسيقية لموسيقار بارع او لوحة فنية لرسام ماهر بما فيها من حسن تقسيم واستخدام للحروف المتناغمة وموسيقا الكلمات-
تعقيب :
==//==
القصيدة عمل فني رائع ومتكامل خالية من السلبيات - واتقدم بخالص الشكر والتقدير للشاعرة المغربية المتميزة امهاء مكاوي واتمنى لها دوام التالق والابداع .
٢. يسعدني كثيرا ان التقي والشاعرة الباحثة المغربية /إمهاء مكاوي لأقدم لها دراسة نقدية  متطورة حول قصيدتها الرائعة العمودية التقليدية على بحر الهزج تحت عنوان "ملكني": واليكم النص : 
ملكني..

شعر تقليدي عروضي عمودي  على وزن بحر الهزج للأديبة و الباحثة المغربية إمهاء مكاوي 

يهيمُ الشَّوْق في ذكرى
بها   تنقاد     أشجاني

🌷🌷🌷

و  كان  النّجم  نشوانا
أحاسيسٌ    بوجداني

🌷🌷🌷

سَهَرت   الليل  حيرانا
كقنديلٍ      بألوانِ

🌷🌷🌷

و أضحى سِحْر  أحلامي
سمعت الهمْس أحياني

🌷🌷🌷

و  بدري   يلْمَع   اُلْكون
و صوت  اللّحن  أنساني

🌷🌷🌷

و   إبحاري   لأشعاري
بأوتارٍ    و      أوزاني

🌷🌷🌷

وهمس الشعر تأريخي 
و  وهج  الحب  إيماني

🌷🌷🌷

سلو قلبي من العشْقِ
و يسقي غور أحزاني

🌷🌷🌷

و أجري دمعة حرّى
و كان الحزن أبكاني

🌷🌷🌷

أعدّ الزّهر كي أغفو
لأطفي شوق نيراني

🌷🌷🌷

متى يوفي بعهده  ؟
ملكْني مثْل أوطاني
التعريف بالشاعرة :
إمهاء مكاوي اسم يلمع في سماء الأدب في بلاد المغرب والاندلس  حاصلة على شهادة الماجستير وتستعد للدكتوراه لديها رصيد
 ثقافي كبير وموروث علمي واسع برعت في الشعر  العمودي الموزون والنثري والومضة ولها اصدارات متعددة نشرت في الصحف والمجلات العربية والعالمية .
اختيار العنوان :
"ملكني":
عنوان رائع يوحي بالإثارة والدهشة ويدل على ملكية المحبوب لحبيبته وأحاطته بها احاطة شاملة والسيطرة على مفاصلها .
تحليل النص :
تسيطر على الشاعرة حالة من الهيام والعشق تجعلها تعيش منقادة بعواطفها وأشجانها ألى ذكرى المحبوب -
وهذه الذكرى تسلمها الى حالة من العشق تحلق بها في السماء فترى النجم فرحا  من أحاسيسها ووجدانها -
وتسهر الليل حائرة مثل مصباح تعددت ألوانه -  واصبحت الآمال سحرا يهمس ويحييها
 -وتصور الشاعرة حبيبها بالبدر الذي يلمع فيضيء الكون  وتقول صوته الجميل انساني همومي وأحزاني -فسرت أبحر في بحور الشعر بالأوزان والقوافي -واكتب التاريخ بأشعاري مؤمنة بعظمة هذا الحب - تنتقل الشاعرة الى تأثير الحب عليها فتسأل قلبها وقد امتلأ وارتوى عشقا وتخلص ممافيه من أحزان -
وكيف لا وقد أبكاها هذا الحزن وأجرى دمعها - وانا احاول ان اغفو ولو لحظة وأطفئ نيران شوقي - وتتعلق الشاعرة بالأمل في عودة حبيبها والوفاء بعهده -لأنه ملكها كما يمتلكها وطنها الذي عاشت فيه .
تعليق عام :
            ===//===
-أبدعت الشاعرة في اختيار الالفاظ المعبرة  عن العشق والهيام  : مثل يهيم الشوق -والنجم نشوان -قنديل بألوان - صوت اللحن وهمس الشعر - شوق نيراني .
كما جاءت الالفاظ معبرة عن عاطفة الحزن والاسى عند غياب الحبيب :مثل :غور احزاني -أجرى دمعي -سهرت الليل حيران -وكلها الفاظ معبرة عن الحيرة والقلق والحزن -وتألقت إمهاء في رسم الصور البلاغية التي تخدم المعنى : مثل : النجم نشوان -سمعت  الهمس -سلو قلبي كلها استعارات مكنية تفيد
 التشخيص والتجسيد والتوضيح -كما جاءت الاساليب متنوعة بين الخبر  والانشاء .
الامر سلو قلبي -ومتى يوفى بعهده -وهي توحي بشدة الالم والامل.
:تمتلك الشاعرة قدرة فائقة على الحوار وربط الاسباب بالنتائج كما تمتلك ثروة لغوية فائقة وتمسك جيدا بزمام اللغة العربية -لذا جاءت الالفاظ سهلة وعذبة تلائم الغرض نفسه الشوق والحب الذي ملكها وسيطر على جوانحها فأصبحت مملوكة للحب أسيرة له .
تعقيب :
-امهاء مكاوي تستحق كل تقدير واحترام لانها من شعراء الطبقة الاولى في العصر الحديث تعرفها المحافل الدولية والصحف والمجلات العربية لها مني كل التأييد والتشجيع والشكر على هذا العطاء المتميز وأتمنى لها دوام التألق والابداع ..

٣. إنه لمن دواعي سروري وسعادتي أن ألتقي دائماً  مع حمامة السلام وأيقونة الحب والوئام الباحثة الشاعرة المغربية إمهاء مكاوي في لقاء جديد وقراءة نقدية عالمية متطورة حول قصيدتها الرائعة الفائزة بالمركز الأول أمام الأمم المتحدة والتي نشرت بالإنجليزية في جميع أنحاء العالم تحت عنوان "لنتسامح":
وإليكم نص القصيدة :

لنتسامح...
قصيدة شعر للأديبة و الباحثة المغربية إمهاء مكاوي/المغرب
القصيدة التي اختيرت من طرف الشرفاء العلويين و ممثلي اليوم الدولي للتسامح و التعايش أمام الأمم المتحدة لترجمتها إلى اللغة الإنجليزية مع نشرها 

سَلاَمٌ   صَفْحٌ   جَالَ   كُلَ    الفَضَاء

سَمَاحَةٌ   وَ  عَفْوٌ   حِلْم   و    عَطَاء

🌹🌹🌹
يُنَادَى    بِهِ  الأَفْرَاد  بِثَوْبِ   الإِرْتِقَاء

كَفَانَا    عُنْفَا  تَعَصُبًا تَطَرُفًا وَ اِجْتلاء

🌹🌹🌹
مَهْماَ   تَنَوَعْناَ  أَلْوَانا   فِي    الأَجْوَاء

مَهْمَا  تَعَدَدَتِ الدِيَانَات بالأعراق و الإنتماء 

🌹🌹🌹
مَهْماَ   غَمُرَ  و صاَحَ  صَدْح الأَسْمَاء

فَالتَساَمُح     مِكْياَل    الوِدِ  و الصَّفاَء

🌹🌹🌹
فَالإِنْسَانِيَة   ومَاضَة   بِمَباَدِئِ   الإِخَاء

هِي َ  انْتِهاَجُ الأَخْلاَقِ و المَنْطِقِ  البَنَاء

🌹🌹🌹
تَلاَحُم  و   تَوَاؤُم   التَواَدِ عَدْل و  رَفَاء

تَعَاطُفٌ    و   قِيَمٌ  و   سِماَتُ   الهَناَء

🌹🌹🌹
جِسْرُ     المَحَبَةِ     تَماَسُكٌ   و وَفاَءِ

دَيْمُومَةُ   سَيْمفونِيَة  الحَياَةِ    الحَسْناَءِ

🌹🌹🌹
فَاقَ     حُسْنُهَا    الخَيَال    و   البَهَاءِ

عاَشَت    الاُمَة   هُياَمَ  اَمَل   و   سَناءِ

🌹🌹🌹
الحب  و  السلام   بالحمامةِ  البيضاءِ

سَلاَمٌ   صَفْحٌ   جَال   كُلَ    الفَضَاء
بقلمي :إمهاء مكاوي
^^^^^^^^^^^^^^^^^^
التعريف بالشاعرة :
    ^^^^^^^^^^^^^^^
إمهاء مكاوي الأديبة الباحثة الكاتبة الشاعرة المغربية فراشة المغرب وحمامة السلام والحب والتسامح والتفاؤل حاصلة على الماجستير وتستعد للدكتوراه تشهد لها المحافل الدولية بالكفاءة والنبوغ والتميز نالت الكثير من الشهادات التقديرية والتكريمات من رؤساء الصحف والمجلات المحلية والدولية تنشر السلام وتدعو الى الحب والتسامح بين الشعوب ونبذ الفرقة والخلاف لها ديوانان من الشعر : زئير الموج -ونيران لا تحرق وكتابات أخرى كثيرة .تنحدر من أصول اندلسية وهي سفيرة السلام العالمي.
اختيار العنوان :
       ^^^^^^^^^^^^^
اختيار رائع وموفق فيه ايجاز وعمق في المعنى كلمة واحدة تشمل معنى الطلب والحث والنصح وفي مضمونها دعوة الى التسامح والعفو والصفح ونبذ الخلافات والمشاحنات والعيش في حب ووئام وأبدعت في التعبير بلام الأمر الدالة على الطلب "لنتسامح".
تحليل النص :
         ^^^^^^^^^^^^
تتألق الشاعرة مغردة في دعوتها إلى السلام المنشود الذي تسعى إليه بأنه سلام صفح وعفو يعم أنحاء الفضاء - سلام فيه السماحة والعفو والحلم والعطاء -سلام ينادي فيه الافراد بكل عزة وارتقاء تاركين فيه العنف والتعصب والتطرف والاختلاف - سلام  لا يعرف التفرقة العنصرية بين ألوان البشر ولا يعرف التعصب الديني البغيض أو الانتماء العرقي - فمهما ارتفعت أصوات المتكبرين  فالتسامح مكيال الود والمحبة والصفاء - وسعادة الانسانية تكمن في مبادئ الإخاء واتخاذ الأخلاق منهجاً والمنطق البناء - وتدعو الشاعرة الى التمسك بمكارم الأخلاق من تلاحم وتواؤم ومودة وعدل -فان التعاطف والقيم الرفيعة من علامات السعادة والهناء -وأن التماسك والوفاء هما الجسر الموصل الى المحبة والوئام واستمرار ذلك هو بمثابة سيمفونية الحياة السعيدة وتغرد الشاعرة في وصف الحياة السعيدة في ظل التسامح والوئام بأنها تفوق في حسنها الخيال والبهاء ويظللها الأمل والسناء - وترفرف عليها الحمامة البيضاء بالحب والسلام وتختم الشاعرة
بما بدأت به بأنه سلام شامل بالصفح يعم كل أرجاء البلاد .







Share To: