أصبح مصاب بالقلق، مملوء بالشك، مضطرب النظرات ،ينتقل بين الشخصيات ،يرتدى كثيرا من الأقنعة،، يعيش بوعي مفرط، فاقد الإحساس بالزمان، والمكان، فاقد الأحلام ،زاهد الطموح ،تسلل إليه اليأس، فاقد الشغف بالحياة، يستعذب الألم ويبحث عنه ،كانت بدايته تنبئ بعكس ذلك ، تقرأ كل ما سلف ذكره بوضوح من ملامحه التي تخبرك أن هناك صراعا يدور بداخل أعماقه منذ فترة طويلة، تخبرك أيضا ملامحه التي أصبحت أكثر اضطرابا من ذي قبل أنه: حاول فض هذا الاشتباك والصراع الداخلي المدمر الذي يجعل من أعماقه ووعيه ساحة قتال أسلحتها أفكار متناقضة وجنودها وعيه العميق الذي فقد السيطره عليه ومن ثم الحكم على الأمور بصورة صحيحة، ولكنه فشل في إيقاف هذه الحرب المستمرة المستعرة التي وقودها هو نفسه.
فانفجر أخيرا وانسحب البركان بحممه لتظهر على السطح لتعبر ملامح وجهه عن هذه الحرب بصورة أقوى وأعنف وأوضح، فقد تحول وجهه لمرآة تعكس: ما يموج به باطنه في مروية مجنونة تسردها الروح من: ماضيه وذكرياته ومآسيه وصراعه الباطن الذي يسكن حشاه في قصة تحكي تفاصيلها الروح: دون لغة وحرف كان كل شئء واضح جلي رغم صمت اللسان .
تزحف به الأيام الي بعد منتصف العمر. تذكرت ما حدث له فكل ما هو فيه الآن وحدث له نتيجة طبيعية لما تعرض له........ فحياته عباره عن: سلسله من المآسي، والأزمات التي استسلم لها طواعية بعد أن أرض خصبة تشجع العدو على احتلالها دون أي مقاومه أو رغبة للرفض، فقد اكسبته السلبية قناعة أنه هناك قوى تحاربه وأعتقد واهما أن من له أعداء فهو: ذو حيثية هكذا كان يتنج خياله المريض هذه السيناريوهات، وشيء في شيء استسلم لأوهامه القاتلة ، لم يعد يستطيع المقاومة وأحب العيش في دور الضحية وبدا أنه ينتظر شفقة الناس عليه حتى يأكد لنفسه أنه مستهدف ومن يحاربه الناس هو الإنسان المتفرد وعندما ثبت عكس ذلك أصبح مجابها الحياة بمزيد لرفضه للعالم ،و من ثم محاكمته هو وكل من يعتقد أنه تسبب له فى ذلك.... ثم تفرغ لتوزيع التهم على الجميع بل وإصدار الأحكام الذهنية القاسية عليهم خياليا بعد أن فشل بالقصاص منهم فى الواقع المعاش ثم طالت تهمه وأحكامه الجميع قبل أن تنسحب على الوجود بأكمله.. ،واستمر علي ذلك فترة من الوقت، بعد أن نسي نفسه تماماً ولم يعد يشعر بأى الأماكن يجلس.... لوحت له بيدي وأنا أغادر المقهى كان ينظر ناحيتي ،ولكني أعتقد أنه لم يراني...
Post A Comment: