في مستهل العام الجديد الذي سيحل علينا في القريب العاجل يجب أن يتشبث الجميع ببعض القيم و يمتثلوا لبعض النصائح المُسْداة لهم من خلال تلك الكلمات التي تبعث الطمأنينة في نفوسهم و تملأ حياتهم بالسلام و السكينة وأهمها عدم اتباع الشائعات والسفاهات التي يُروِّج لها بعض الدعاة مِمَّن يزعمون أنهم علي بينة و علم عميق بتلك الغيبيات التي لا يعلمها سوي الله العزيز القدير ويظنون أنهم علي قدر كبير من العلم و الذكاء و النبوغ و الفطنة وهم علي النقيض في الجهالة يترنحون و يتوغلون إلي أنْ تغوص أجسادهم في الضلال والضياع بغير رجعة آخذين معهم تلك الفئة من البشر التي لا تسير سوي خلف ما يدعيه هؤلاء الكاذبين ( فقد كذب المنجمون ولو صدقوا ) ، فكل أقوالهم غير صادقة فهي مبنية علي التنبؤ فقط دون أي ثقة في صحة ما يقولون ، فقد يرتكز عليها بعض المغيَّبين و يبنون عليها بعض تصرفاتهم و تطلعاتهم بل مجمل حياتهم القادمة غير مدركين أنهم بذلك يسيرون في طريق نهايته مذرية غير مُرضيَّة مطلقاً ، فلينتبه الجميع ويبحثوا عمَّن هم علي علم حقيقي مَنْ يتحلون بالشفافية و المصداقية و الدلالات و الوقائع الحية علي ما يقولون أما بغير ذلك فنحن ذاهبون في طريق مظلم ليس به ومضة ضوء واحدة أو مفر للعودة للطريق الصائب ، و علي الصعيد الآخر يجب أن نستقبل هذا العام برحابة صدر و سماحة نفس غير متأهبين للنكبات و الأزمات والكوارث حتي تقع بِحَقْ فكل ما يتوقعه المرء في قرارة نفسه و يضمره في عقله الباطن قابل للتحقق علي أرض الواقع و هذا ما أثبتته العديد من الدراسات و العلوم المختلفة علي مر العصور وكذا التجارب الحية الفعلية التي عاشها الكثير من البشر ، فلابد أن يتسم كل منا بالتفاؤل حتي يستقبل كل الأحداث بنفسٍ راضية مستبشرة دون سخط أو ضجر أو امتعاض أو تأفف بأي شكل كان فما هذا إلا اعتراض علي مشيئة وإرادة الله وتبطر علي كم النعم التي وهبنا إياها ولم نَعُدْ نكترث بها نظراً لاعتيادنا علي وجودها بشكل مستمر دائم فنسينا أو تغافلنا عن شكره و حمده عليها ، فلا تكن كذلك أيها الإنسان لا تنكر الفضل و الإحسان و تتذكر السلبي من الأمور فحسب ، فلابد من تحقيق التوازن في نظرتك للحياة فهي لن تسير علي نمط واحد أو بالطريقة التي رسمتها في مخيلتك ذات يوم فلا خطط تفيد ولا توقع ينفع فكل شئ فيها مُدبَّر بحكمة و رحمة من الله الذي يدري بالصالح لعباده أجمعين ولو لم يدركوا ذلك البتة ، فلابد أن يتغير تفكير الجميع بمرور السنوات ولا يظلوا علي نفس الوتيرة الرتيبة و النظرة المملة الجامدة للأمور فلا مناص من بعض المرونة حتي يتمكن المرء من التأقلم علي الحياة و تقلباتها المختلفة من حين لآخر فهذا أمر طبيعي يتعرض له الجميع و يواجهونه دون جزع أو ضيق أو فقدان للأمل الذي يعد البصيص الذي يجعلنا نري الأجمل في الغد القريب ...
Post A Comment: