الأدب الإيروتيكي هو كل ما يكتب من كتابات تتعلق بالحب والجنس ، فهذا الأدب يوفر الكثير من المتعة الجمالية التي تتفوق على المتع الحسية . وهناك مجموعة من الأدبيات التي تهتم بمعالجتها من وجهة نظر إنسانية وروحية بحتة ،بحيث لم تعد تقتصر على الجانب الجسدي فقط .
كما أطلق البعض على هذا النوع من الأدب الإيروتيكي بالإيحائي أو الأدب الجنسي لأنه يتم التركيز فيه على الحب والجنس .
وغالبا ما يعبر الأدب الإيروتيكي بصور مباشرة أو غير مباشرة بالموضوعات المتعلقة بالجنس والإثارة الجنسية ، غير أنه لا تدخل فيه الإباحة المحرمة حسب ما تراه الأديان السماوية .
وحقيقة الأمر أن الجزء الأعظم من هذا الأدب كان على مر العصور يتعامل مع العلاقات الإنسانية الذي يمثل الحب والجنس الدينامية الحيوية لها .
ولقد كتب العرب في هذا النوع من الأدب منذ القدم كامرؤ القيس وأبو نواس وجلال الدين السيوطي الملقب بعالم الحب ونجم الدين القزويني الذي ألف كتاباً أطلق عليه موسوعة المتعة ....
وفي الوقت الراهن هناك شعراء وشاعرات وكتاب من مختلف الدول العربية تعاطوا لهذا الأدب بشكل صريح وعلني ، والساحة الإبداعية تزخر بهذا النموذج الفني المتنوع ...
أما في الغرب فقد ظهر هذا الأدب في أوروبا ما بين ١٦٦٠/١٨٣٠ ، كان بمثابة نقطة تحول هناك ، بات يعرف بالأدب الإيروتيكي ، الذي كان وراء تأسيس الفكرة الإباحية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ، حيث سيتم التركيز على فكرة القوة الجسدية والذكورة والأنوثة والجنس . إلا أنه مع ظهور المذهب الرومنسي في أواخر القرن العشرين ستزداد حركة الأدب المبنية على المشاعر والرغبة الجنسية وبالأخص بالمدارس الأدبية الفرنسية والإنجليزية ، إذ لم تعد هناك حدود بين الإيروتيكية المبنية على التعبير عن الرغبة وبين الفاحشة الهابطة ، وانتهاك المحرمات ، بحيث تم تكسير طابو الكتابة الشعرية الهادفة ، وتغير أسلوب الكتابة ، بالتحرر من كل القيود ، مما جعل جل الكتاب يتمردون ليطلقوا العنان لأقلامهم بحرية مطلقة ، دون تردد ، مما سيؤدي إلى ظهور هذا النوع من الأدب في السرد والشعر والأعمال الفنية . ليصبح متداولا بين عشاق الأدب الإيروتيكي بصور مثيره جدا وعالميا .
وفعلاً أضحى هذا الأدب في زمن الحداثة في العالم العربي والإسلامي ، هو الأدب المتداول بشكل عادي ، فلم تعد هناك رقابة صارمة كما كان زمان ، بل كل كاتب أو شاعر ركب على موج الحرية وشرع ينسج بأسلوبه الخاص . وهكذا نجد بين مؤيد ومعارض لهذا النوع من الأدب الإيروتيكي ، بحيث هناك من يرفض هذا الأسلوب المتداول في الساحة الأدبية ، ولو أن جل الكتاب والشعراء منخرطون فيه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ....
Post A Comment: