لم يزل الماء يتساقط قطرات من يداها بعد أن داعبت مياه النهار وهيا جالسه فى شرود على ضفافه المجاورة لبيتها القديم ؛ وشمس تسطع على جبينها ترسم فكرا وعمق فى عقل اعتاد التفكير فى التغير دائما . ويرفض كل المفردات المحيطة . ويردد عبارة هاتفه رنانة دائما على مسامعها تقول ؛ لقد ولدت فى المكان الخطاء ؛ كان المارة من الشباب من أمام البيت يرمقونها دائما بنظرات تؤكد تلك العبارة بل وتذيد قليلا ثقتها بنفسها ؛ لقد علمت أنها مختلفة عن باقى بنات النجع . سحبت عصاها وخطت على الأرض جرا راسمه خط مستقيم وترمق لجابر بنظرة ثاقبة وثابته بددت من عيون كحيلة متسعه قبل أن ترفع عصاها وتهبط بها على رأسه أنهت بها تلك التحدي فى مبارزة التحطيب إمام أهل النجع ؛ أنها عاداتها دائما تغلب من يقف ندا لها بحركة واحدة ؛ وضعت يدها على العصا متكأه بعظمة وثبات تتوسط الزحام شامخه وترفع صوتها قائله . ان كان فيكم من يستطيع مبارزتي فليدخل الدائرة !! صمت الجميع التفتت هيا حولهم بعيونها فلم تسمع صوتا كأنها تتمشى وسط المقابر ؛ أتى رجل من بعيد يشق الدائرة حتى وصل إليها . كان ذالك عويس زوجها زو الجسد المفتول وزند وصدر يستطيعان حمل بقرة على ظهره بسهولة إن جاز التعبير . قبض على معصمها بقوة وسحبها خارج الدارة قائلا ( بكفياكى فضايح يا ازهار غلبتى رجاله النجع كلهم ) قذفت العصا بغضب على الأرض . ونظرت له باشمئزاز ثم مضى كلاهما الى المنزل . أحضرت له الطعام وضعته على الطاولة . فقبض على كافة يداها . فنظرت له متبسمه حتى أخفقت تلك الابتسامة كلمته المفاجئة لها ( بيقولوا عليكى جن هو إلى مديكى القوة ديه كلها ) غضبت . تنهدت . نفخت الهواء من فمها . ثم قالت : اظن أن ذالك الجن أيضا من يمنعك عنى أليس كذالك ؟ رد عليها والطعام فى فمه .. لقد اخبرونى انك مزقتى زوجك السابق حين ضغطى بأقدامك على ظهرة فى تلك الليلة الاولى لزفافكم فنقسم ظهرة نصفين ؛ نظرت بعين غائرة يملئها الدموع مثل سماء غائمة وتستعد لهطول الامطار ثم قالت : وهل صدقت كلامهم ؟ أجابها : كلما اقتربت منك بديت لى كحائط لم استطيع عبوره . وخوف تعدى حدود العقل . جذبته نحوها بقوة داخل الغرفة ؛ اسدلت جلبابها . بددت كحوريه من الجنة مفاتنها تدل على عدم وطئها انس ولا جان نظر لها بخوف . ارتعشت أنامله . بدى كرمال تتهاوى من سفح الجبل تحملها رياح الخيبة والفشل . ارتدت جلبابها خمدت نيران ثورتها يأسا . بكت صرخت مزقت ثيابها من أعلى . طردته خارج الغرفة وغلقت الابواب . وراح عقلها يفصل بين خليط امتزج فى شخصيتها بين الخرافة والحقيقة . لقد كانت تقرأ الجرائد القادمة من وجه بحرى كانت تنتظر القطار وتشترى الجرائد حين وصولها غير التعاليم التى علمها إياها جدها أنه كان يحبها كثيرا حفظها القرأن وبعض العلوم ولكن لم يمنع كل ذالك أن يفصل الخليط والحرب القائمة بداخلها بين الحقيقة والخرافة . أحضرت كتاب أثرى قديم . كان جدها اوصاها بعدم فتحه والقراءة فيه ولكن الغارق يتعلق ولو بقشه أحضرت الكتاب . قرأت ما به من اسحار وطلاسم تلت تعزيمها . اشعلت الشموع فأضائت الغرفة الخشبية القديمة بنور خافت ؛ كتبت على أجزاء من جسدها بدماء منها مارست تقوس وهمهمات ؛ فظهر لها طيف ليس بوجه حسن . اخذ عليها عهدا وأخذت الكلمة منه التى تجلبه بها فى اى وقت ولو كان فى أقصى الأرض فى لمح البصر . سألته ما بال الرجال التى لا تصل مبتغاها معى ؟اجابها ومن يستطيع لمس امرأة يعشقها ملك من ملوك الجان . ابتسمت ابتسامة ساخرة ثم قالت :وهل يوجد زواج بين الانس وألجان ؟ قال لها : نعم ولتكن الليلة زفافك على ملك الجن ضرب عقلها الذهول.. قال لها عليكى فقط أن تذهبي للنوم ففعلت .. حتى راحت تحلم ولكن تشعر أنها بغير نائمة أنها بين اليقظة والنوم .. ظهر هو فى حلية عجيبة ووجه حسن . تبسمت وقالت فى عقلها وليكن ما يكن أن كان يستطيع فعل ما فشلت فيه البشر وذاد فيه حرمانى . وقد استطاع حقا أن يخمد نيران فشلت الجميع اطفائها فى الحقيقية .. استيقظت تمطعت تدللت تحسست اجزاء جسدها وكأنها تشعر أنها انثى للمرة الأولى .. ولكن ثمة شئ غريب !! جسدها ثابت على السرير وتتحرك هيا كأنها طيف ولا تشعر بدقات قلبها .. ترى فقط باب الغرفة ينكسر . والجميع يهرع إلى جسدها ويتحسسه ويبكون ويصرخون وتسمع كلمة يرددونها لقد ماتت ازهار . اخذوها إلى المشفى . تفقدها الطبيب ثم قال : ما ذالت على قيد الحياه .. ولكن لقد دخلت فى غيبوبة .. ولا نعلم متى ستفيق منها ؟ احيانا يكون المريض رافد أن يرجع إلى تلك الحياة .. كانت ازهار واقفه بطيفها بجوارهم ولا يرونها حتى جاء الجنى وأخذها بعد أن سألها هل سترجعين حقا إلى ذالك الجسد وتلك الحياة فراح عقلها يراودها ما بين حرمان الحقيقة وشغف تلك تلك الليلة ولذتها حتى أمسكت بيد الجن وذهبت معه فى سرمدية لا يبدو أنها ستخلى من لذه غير عاديه ...
Post A Comment: