كان يوم عمل شاق ومتعب جدا. بصعوبة جررت نفسي إلى محطة المترو. منذ اللحظة التي ركبت بها حتى وقت نزولي، كنت شاردة بفكر بطريقة لأصل بسرعة للبيت و السير بوالدي علي كرسيه المتحرك للحديقة المجاورة لمنزلنا قبل حلول الظلام. بعد اصابته بالشلل و فقدان النطق، كل اسبوع أخذه إلى الحديقة ليحصل على الهواء النقي والتنزه. رؤية العجزة في الحديقة يجعله يشعر بتحسن رغم أنه لا يستطيع التكلم مع احدا. ربما النظرات المتبادلة بينه وبين المارة تجلب له نوعًا من السكينة. منذ ليلة الماضية وعدته أن أصل قبل غروب الشمس و آخذه إلى الحديقة. عند نزولی علي سلم المترو، شعرت بثقل نظرة احدهم. أنتابني شعورغريب جدا. خشيت رفع عيني عن الأرض والنظر للأمام. مد يده ليصافحني. لم يصدق ما کنت أراه. في تلك لحظة مرت عشرين عامًا من الذكريات أمام عيني. كانت يده لا تزال ممدودة، لكنني كنت مرددة بين أن أرتب شعري أو أصافحه. كان جسمي يرتجف وكنت أشعر بخجل لأنه رآني في تلك الحالة المزرية. حين وضعت يدي في يده، نظر في عيني و قال:
● بعدك حلوة
 أعتقد شعر إني محرجة من مظهري و أراد أن يواسيني. حين سحبت يدي من يده، كم تمنيت أرد عليه و أقول:
 ● و أنت أصبحت جذابا اكثر من قبل
 خصلات الشعر الأبيض التي كانت تلمع بين شعره الأسود، عاطيته مظهر جذاب جدا. ما كان عندي قدرة النظر في عينيه. بعد عشرين عامًا ، ما زالت نظراته تثير جنوني. کان يجب أرجع بسرعة للبيت. أبي كان ينتظرني. ودعته ومشيت. رائحة عطره كانت تفوح من يدي. طول الدرب ما كنت قادرة أبعدها عن وجهي.أسرعت إلى المنزل لأخذ والدي إلى الحديقة حتي أرجع بسرعة للبيت. كان لدي الكثيرلأعمله. حان وقت التصالح مع المرآة. لأني كنت متأكده أن غدا سأراه مجددا في محطة المترو.

ایران مدينه الاهواز







Share To: