تابع موضوع بعض خصوصيات النبى. صلى الله عليه وسلم
أيها إلقارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن بعض ما اختص الله تعالى عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وماذكرته لك غيضٌ من من فيض وقليلٌ من كثير مما اختص الله به البشير النذير ووعدتك بوصل الحديث عن النبى الشريف راجياً من الرحيم اللطيف العفو عما كان من تقصير من غير قصد أو تحريف لعلى أصل وإياك إلى بر الأمان سائلا المولى عز وجل العفو عما بدر من خطأٍ أو نسيان
١٢/ اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنه لا ينبغي أنْ تكون له خائنةُ أعينٍ:
عن أنس بن مالك في حديث طويل قال: يا أبا حمزة، غزوتَ مع رسول الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ؟ قال: نعم، غزوتُ معه حُنيناً، فخرج المشركون فحملوا علينا حَتَّى رأينا خيلنا وراء ظهورها وفي القوم رجلٌ يحمل علينا فيدقمنا ويحطمنا، فهزمهم الله، وجعل يجاء بهم فيُبايعونه على الإسلام، فقال رجل من أصحاب النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: (إن عليَّ نذراً إن جاء الله بالرجل الذي كان منذ اليوم يحطمنا لأضربن عنقه، فسكت رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -وجيء بالرجل، فلما رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، قال: يا رسول الله، تبت إلى الله، فأمسك رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -لا يُبايعه ليفي الآخرُ بنذره قال: فجعل الرجل يتصدَّى لرسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -ليأمره بقتله، وجعل يهاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -أن يقتله، فلما رأى رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -أنه لا يصنع شيئاً بايعه، فقال الرجل: يا رسول الله نذري، فقال: "إني لم أُمسك عنه منذ اليوم إلا لتُوفي بنذرك" فقال: يا رسول الله ألا أومضتَ إليَّ؟ فقال النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: "إنه ليس لنبي أن يُومض" – أي الرمز بالعين والإيماء بها-. رواه أبو داود في سننه
١٣/اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّهُ مَنْ سَبَّهُ رسولُ اللهِ؛ فإنَّ ذلكَ يكونُ قُربةً له:
فعن أبي هُرَيْرة -رَضيَ اللهُ عنهُ- أنه سمع النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-, يقولُ:"اللهم فأيما مؤمن سببته, فاجعلْ ذلك له قُربةً إليكَ يومَ القيامةِ" البُخارى .
١٤/ اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الصَّدقةَ مُحرَّمةٌ عليهِ وعلى آلِهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-.
عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-, قال: (أخذ الحسنُ بن علي -رَضيَ اللهُ عنهُما-تمرةً من تمرِ الصَّدَقةِ فجعلها في فيهِ، فقالَ النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: "كِخْ، كخ"، ليَطرحها, ثم قال:" أَمَا شَعرتَ أنّا لا نأكلُ الصَّدقةَ؟" البُخاريُّ.
١٥/ اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنه لا يأكلُ البصلَ أو الثَّومَ أو البُقُولَ التي تُثيرُ رائحةً مكروهة:
روى البُخارى زعم عطاءُ أن جابر بن عبد الله زعم أن النَّبيّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: ( "من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا." أو قال: "فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته"، وأن النَّبيّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أتي بقدر فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحاً، فسأل فأخبر بما فيها من البقول، فقال: قرِّبوها – إلى بعض أصحابه كان معه- فلما رآه كره أكلها قال: "كل، فإنى أُناجى من لا تناجى". البُخارى
١٦/ اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّهُ لا يجوزُ التزوجُ بنسائِهِ بعدَ موتِهِ.
قالَ اللهُ–تعالى-:{وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ, وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً, إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} (٥٣) سورة الأحزاب.
ولقوله-تعالى-: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } (٦) سورة الأحزاب. فلا يجوزُ لرجلٍ أنْ ينكحَ أُمَّهُ, والعلم عند الله. راجع:كتاب "كشف الغمة ببيان خصائص رسول الله والأمة.
١٧/اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بجوازِ التبركِ بشعرِهِ وريقِهِ الشَّريفِ.
فعن أنس -رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: لما رمى رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- الجمرةَ، ونَحَرَ نُسكَهُ ,وحَلَقَ, ناول الحالق شقَّهُ الأيمن فحلقه، ثم دعى أبا طلحة الأنصاري، فأعطاه إيَّاهُ, ثم ناوله الشقَّ الأيسرَ، فقالَ: (احلقْ) فحلقَهُ، فأعطاه أبا طلحة، فقالَ: "اقسمْهُ بين النَّاسِ" البُخارى وبعد فهذا غيض من فيض وقليل من كثير مما اختص الله به البشير النذير
لعل القارئ يتدبر نِعَم الكريم على من اختصه الله بأنه بالمؤمنين رؤف رحيم وإن كان في الأجل بقية فالحديث موصول مع خصائص سيدنا الرسول وإن كانت الأخرى فالغفوعند الله مرجو ومأمول.
Post A Comment: