الكاتبة المصرية خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "شرف مهنة المحاماة" 


السلام عليكم، 
إن أي مهنة تحتاج لمجهود جبار و وقت طويل ولكن تبقي مهنة المحاماة بحاجة لمَنْ يملك مزيداً من الضمير اليقظ والدقة البالغة وقت تأديتها حتي لا تضيع حقوق الآخرين بلا قدرة علي استرجاعها و إنقاذهم من التعرض لأي مخاطر أو مخالفات تمس حياتهم و سمعتهم دون ارتكاب أي جنح أو أخطاء ، فهي تحتاج لمزيد من التحقيقات التي نتحري فيها الدقة والبراعة حتي لا تفلت الخيوط الرابطة للقضية من بين أيدينا غير قادرين علي الوصول للجاني الحقيقي الذي اقترف تلك الواقعة بلا أدني إحساس بالذنب تجاه الآخرين أو رؤية مستقبلية للمصير الذي سيحظي به في الآخرة كنتيجة لظلمه للجميع ، فلا أعلم كيف وصلنا يومنا هذا لتلك الحالة التي يدافع فيها المحامي عن موكِّله الذي يعلم يقين العلم أنه مرتكب تلك الجريمة ؟ ، كيف يسمح له ضميره بأداء ذلك الدور المهين و الإسهام في انتشار الفساد و اتساع عالم الجريمة فبإمكان ذلك المجرم الذي يدافع عنه ارتكاب العديد من نفس تلك الجرائم دون أي رادع يمنعه عنها ، كيف يحجب الحقوق و يدفع العالم نحو المزيد من الخداع و الكذب و الغش ؟ أَمِنْ أجل الحصول علي أتعابِه الضئيلة التي سوف يُعاقَب و ينفقها علي أشياء بلا قيمة ؟ ، كيف يمكننا أنْ نتخيل أن معظم المتهمين يفرون هاربين بحكم البراءة المُزيَّف من سلسلة الجرائم التي ارتكبوها بالفعل في حين يتعرض غيرهم للعذاب و الويلات في قضايا لا يعلمون عنها شيئاً ولم يقتربوا منها مطلقاً ؟ ، كيف نساعد علي تفشي الظلم بتلك الطريقة الحقيرة الوحشية المنحطة ؟ ، كيف ننظر لأنفسنا في المرآه أنواجه أنفسنا بالحقيقة أم نتواري عنها ونختبئ منها وكأننا نهرب منها ؟ ، كيف يمكن لهؤلاء القيام بتلك الأمور القاسية والأفعال المذرية في الغير دون أي لوم أو عتاب لذواتهم ؟ ، أَلهُم الحق في نشر تلك القيم لمجرد امتلاكهم لمناصب عُليا أو أدوار ذات قيمة و تأثير في تسيير عجلة المجتمع و حل الكثير من طلاسم قضاياه المعقدة ؟ ، فمَنْ ينجرف مع هذا التيار البذئ إنما يبيع مبادئه و نزاهته وشرفه ولابد له من عقوبة قاسية تُجرِّم تلك الأفعال المؤذية كحرمانه من ممارسة عمله لفترة محددة حتي لا يلجأ لمثل تلك الألاعيب مرة أخري ، فالوصول لحل أي قضية ليس أمراً سهلاً البتة ولكنه يحتاج لدراسة و تقصي وبحث وتحريات دقيقة قد تأخذ وقتاً طويلاً و مجهوداً كبيراً لذا علي الجميع الحفاظ علي شرف المهنة بدلاً من طمس قيمتها و تضييع هيبتها وكذا الإتسام بالخُلُق العالي الرفيع الذي يساعدهم علي حل تلك المسائل بشكل سليم دون أي اعوجاج أو طرق ملتوية في سبيل الحصول علي المال فقط بغض النظر عن أبعاد القضية العميقة التي قد يعجزوا عن النظر فيها وتحليلها بدقة فتضيع منهم بلا قدرة علي حلها و يُكْتَب عليهم الفشل لبقية حياتهم نتيجة سعيهم وراء أشياء واهية بلا قيمة ، فالسمعة الطيبة لأي إنسان يعمل مهنة شريفة هي أسمي الأمور التي تحافظ علي مكانته في ذلك المجال الذي تعب و شقي و عاني كثيراً حتي وصل لتلك المكانة المرموقة به ، فذلك التلاعب قد يودي بحياته المهنية للهاوية بحيث ينساه الجميع ولا يتذكره أحد أو يلتجئ إليه في أي قضية كانت فلابد من الحفاظ علي اسمه حتي يظل شامخاً عالياً لامعاً مرفرفاً في سماء التألق و الرفعة والعزة و المجد بلا تراجع أو تخاذل ...






Share To: