الشاعر اليمني عبد الحكيم المرادي يكتب قصيدة تحت عنوان "يا بدرُ عودي"


ثالوثُنا الخوفُ و الأمراضُ و الفقرُ
ماذا أحدّثُ عنّا اليومَ يا (بدرُ)

من أينَ ..لاأينَ يا بحّارُ لا سَفَنٌ
موجُ الرّوياتِ...أنهى مَدَّها الجَزْرُ

مِنْ أينَ أبدأُ و الأشعارُ قدْ نزفتْ
دمعَ الأسى مِنْ عيونٍ مسّها الضُّرُ

 حارَ الخيالُ  و لمْ تسعفْهُ قافيةٌ
في و صفِ واقعنا المزري و منْ أزروا

عمَّ ..و ...عمَّ..أيا تاريخُ معذرةً
إليكَ منكَ فهلاّ يُقبلُ العُذرُ 

كُنَّا و كُنّا و كانَ المجدُ شاهِدَنا
و موكبَ الحقِّ أجنادُ النّبي الغُرُّ

و دينُ (أحمدَ) صبحاً باسماً ألِقاً
عنوانهُ العدلُ و الإحسانُ و اليُسْرُ

هَدى (الإلهُ) لدينِ الحقِّ أمَّتَنا
منْ بعدِ ما عاثَ فيها الجهلُ و الكُفْرُ

يا (قيصرَ) الرّومِ يا (كسرى) بربّكما
أليسَ أجدادُنا زيفَ الغَوى عَرّوا !!!

في كلِّ أرضٍ لجيشِ الفتحِ ملحمةٌ
قدْ خطَّ أسفارها مِنْ فَخْرِهِ النَّصرُ

يا أمةَ النّورِ .ما بالُ الحياةِ دُجىً
أينَ اختفتْ من سَماكِ الشمسُ و البَدرُ ؟!!

يا (بدرُ ) عودي تري الأحوالَ شاهِدةً
و استنطقي أمَّةً قَدْ راقَها الجَرُّ !!!

مُدّي الرؤى يا عصورَ الفاتِحينَ إلى 
عصري..سيأتيكِ مِنْ أنبائنا خُبْرُ

صارتْ حكاياتُنا يا (بدرُ )مُرسَلةً
قدْ ملّها السردُ و الأوراقُ و الحبرُ

في ظلمةِ الويلِ أرضُ العرْبِ مُسْهَدَةً
يُصاعِدُ الآآآهَ مِنْ أعماقِها المُرُّ

و الحاكمونَ ..و قدْ عاثوا بساحتنا
هذا الخرابَ..ذئابُ الغابةِ الغُبرُ

أسدٌ علينا و إنْ داسَ العَدوُّ لنا
حرزاً ..تراهمْ على أعقابِهمْ فَرّوا

باعوا الكرامةَ و الأوطانَ و اتّبعوا
نهجَ الشّياطينِ ..سحراً عَلّمَ السِّحرُ

على جماجمنا حُكّامُنا جلسوا
و فوقَ أشلائنا يعلو لهمْ قَصرُ

(القدسُ) في أسرِ أحفادِ القرودِ أسىً
تناشدُ العُرْبَ..أنَّى يَسمعُ الصّخرُ

عَرِّجْ على الشّامِ يا رحَّالُ مُبتدرا
أنَّىَ ذوى مِنْ رُباك الوردُ و الزّهْرُ !!

بغدادُ بيروتُ و الخرطومُ يا لَهَفي
على العروبةِ.. أشطاراً غدا الشّطرُ

أتيتُ من سبأ الأمجادِ يحملُني
همي ..و بين ضلوعي يغتلى القهْرُ

سَلي العروبةَ يا (بلقيسُ) كيفَ غدتْ
للطامعينَ طريقاً مهَّدَ الغدرُ

القتلُ و السّجنُ و التّشريدُ بوصَلةٌ
حيثُ اتّجهتَ هُنا منفى...هُنا قبرُ

يا (بدرُ) إنّ عُرى الإسلامِ قدْ قُطعتْ
و استفحلَ الظلمُ و الطّغيانُ و الشّرُّ

هوى البناءُ الّذي أرْسَتْ مدامِكَهُ
أيدي الأُباةِ.. نَعى أغصانَهُ الجَذْرُ

ما عادَ للعُرْبِ من أمجادِ سالِفهمْ
غيرَ الحكاياتِ يروي النّثْرُ و الشّعرُ

طالَ المنامُ عهوداً -أمّتي - جَثَمتْ
على الصّدورِ حُزونٌ....أنْهِكَ الحُرُّ

ياليتَ شعري أما في القومِ (معتصمٌ)
أليسَ فينا (سعيدٌ )(خالدٌ ) (عَمرُو)

أُعَلِّلُ النَّفسَ...علَّ (اللهَ ) يسعفُنا
بقائدٍ كَ(صلاح الدّينِ) يا عَصْرُ

حلْمٌ جميلٌ و آمالٌ تُصَبّرُني
يوماً سيولدُ مِنْ هذا الدّجى الفجرُ








Share To: