يا أمتي إن بَكَيْنا اليومَ معذرةً
إنّ البكاء لأيتام الهوى فرَجُ
أضحينا نصحو على بلوى مُغَلّفةٍ
بالنصحِ حيناً وحيناً خَطُّها عَوِجُ
من الرئيسِ نُسامُ مثلَ ماشيةٍ
مَرعاها شَوكٌ وارضٌ تُربُها خَمِجُ
تَبدَّلَ الحالُ كُنّا رأسَ ساريةٍ
الضوءُ منها نهارٌ راح يَنبلجُ
والعِلمُ فينا نظامٌ يبني معرفةً
في كل لونٍ هُداةٌ دوننا لُجَجُ
والأمرُ فينا لأهلِ العزم مَرجِعُه
فالرُّشْدُ فيه جِماعٌ ما به عَرجُ
أيامَ كنا وسُحبُ الخيرِ تُمطِرُنا
والرّيحُ تعدو وخَيْلُ الله تَسَّرِجُ
والرُّعبُ يَقذفُ في قلب العدا كمداً
والخوفُ يجعلهم أسرى وإن دلجوا
مسيرةُ الشَّهر لا زالت مُعلّقةً
بها الأمانيُّ حتى يُؤذنَ الفرَجُ
نسعى بجدٍّ وسَعيُ الجدّ مَحمدةٌ
فيه النهايات سُعدى ما بها هَرَجُ
هل يفطنُ الناسُ أنّ الله سائلُهم
عن حكم شرعٍ نَسَوْه، تَركُه حَرِجُ
أم يفطنُ الناسُ أنّ القدسَ آسِرةٌ
كلّ القلوبِ ولومٌ منها مُنعرِجُ
أم يفطنُ الناسُ أنّ الشامَ ماضيةٌ
في عزمِ عزٍّ عزيزٍ ضَحْوُه ثَبِجُ
أم يفطنُ الناسُ صنعاءُ وقد قُرِنتْ
مع الشآم ولا يَرقاهما العلجُ
خيرُ الجُنود تراهم عند رَكْوَتها
فالشام مَعدِنِ أقحاحٍ وما فُلِجوا
قالَ : الإيمانُ يمانٌ صِنوُ حِكمَتها
والأهلُ فيها أشدّاءُ لهم وَهَجُ
أرضُ الكنانة فالمأمولُ فَزْعتُها
للناسِ والأرضِ، تفدي أرضَها المُهَجُ
يا أمة الخير هل نطوي البكاء كما
يُطوى الجلوسُ على أرضٍ بها فلجُ
ولنستعيدَ زماناً آملينَ به
كلُّ البشائر تهوانا وتنبلجُ
Post A Comment: