فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "كيف تسبّح اسمَ رَبِّك ؟" 




قال المفسرون في قوله تعالى :


سبّح اسم ربك الأعلى


المقصود هو تنزيه ذات الله سبحانه عن كل نقص .


وقيل : 


المقصود تنزيه اسم الله نفسه أي : نَزِّهْ أسماءَهُ عزّ وجَلَّ ، فينبغي أن تذكرها على وجه الخشوع والتعظيم وأن تصون اسم الله عَنِ الِابتِذالِ والتلَفُّظِ بِهِ في مَكان لا يَلِيق بِهِ كالحمّام وغيره ، وألا تُؤَوِّلْ أسماء الله بما لا يَصِح لَه تعالى ولا تُطلِقها عَلى غَيرِهِ سُبحانَهُ أصلًا إذا كانَ الاسم مُختَصاً به كالِاسمِ الجَلِيلِ الله ولا تذكر أسماءه سبحانه عَلى وجهٍ يُشعِر بِأنَّهُ تعالى هو وغيره فِيهِا سَواءٌ ؛ إذْ لَمْ يَكُن مُختَصاً فَلا تَقلْ لِمَن أعطاكَ شَيئًا مَثَلًا : هَذا رازِقِي .


بل كره بعضهم ذِكْر اسم الله عِند مَن يَكْرهُ سَماعَهُ مِن غيرِ ضَرورةٍ إليهِ .


ورووا عن الإمامِ مالِكٍ رَحمه الله :


أنهُ كان إذا لَمْ يَجِد ما يُعطِي السائِل يقُولُ :


 ما عِندِي ما أُعطِيكَ أوِ ائتِني في وقتٍ آخر أو نحو ذلِكَ ، ولا يقول مثل ما يقول الناس :


يَرزقُكَ الله أو يُعطِيكَ اللهُ .


فَسُئِلَ عَن ذلِكَ فَقالَ :


إنَّ السائِلَ أثقَلُ شَيءٍ على سمعِهِ وأبغَضُهُ إلَيهِ قَولُ المَسؤُولِ لَهُ ما يُفِيدُ رَدّهُ وحِرمانه ، فَأنا أُجِلُّ اسمَ اللَّهِ سبحانَهُ أي أعظّمه مِن أنْ أذكُرهُ لِمَن يَكْرهُ سماعَهُ ولَو في ضِمْنِ جُملَةٍ ، وهَذا مِنهُ رَضيَ اللَّهُ تعالى عَنهُ غايَةً في الوَرَعِ .


ومن عجيب ما ورد في تعظيم اسم الله :


ما حكاه بشر بن الحارث عن نفسه حيث قال :


كنت أمشي في الطريق فإذا أنا بقرطاس ورقة فرفعته فإذا فيه : 


بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ 


 فمَسَحته وجعلته في جيبي ، وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما ، فذهَبْتُ إلى العطَّارين ، فاشتريت بهما غالية عطراً ومَسَحته في القرطاس ، فَنمْتُ تلك الليلـة ، فرأيتُ في المنام كأن قائلاً يقول :


 " يا بشر بن الحارث ؛ رَفَعتَ اسمَنا عن الطريق وطـيَّبته ، لأُطَـيِّبَنَّ اسمَك في الدنيا والآخرة .


أخرجه أبو نُعيم .


وهو تنبيه مهم لمن يأكلون على الصحف المكتوب عليها اسم الله أو يمتهنون ما عليه اسمه سبحانه .


كذلك ينبغي توقير اسم النبي ﷺ إذا ذكرته أو سمعته ، وتوقير سنته وسيرته .


ولذلك كره بعضهم ذكر الصلاة عليه في البيع والشراء على وجه الاحتيال والتدليس .


كما كره سحنون وهو من فقهاء المالكية :


ذكر الصلاة على النبي ﷺ في حالة التعجب وقال :


لا تُذكر إلا على وجه الاحتساب وطلب الثواب .





فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف يكتب "كيف تسبّح اسمَ رَبِّك ؟" 

Share To: