الشاعر/ أيوب السحنوني يكتب قصيدة تحت عنوان "ذات لقاء" 


________________

أمس كان اللقاء مع نفسي 
كي ألتقي بي 
في ركن منسي 
أنا المنتظَر و المنتظِر كنت
و انتظرت نفسي قرب غدي و أمسي
خارج حدود خارطة النسيان
قرب مقهى الغرباء هناك 
حيث يوجد صديقي الشاعر الإنسان 
ولم أعرفني .. لم أعرفني 
استندت إلى شجرة عجوز كانت تبكي
 بكت حتى غفت ربما
تطلعت في وجوه عابرة كهذه الكلمات 
تطلعت في سيارات مسرعات 
 إلى شوراع مزدحمات
 و شخص غريب 
أخضر الأسنان يبدو من بعيد
كتبت بدخان الحياة قصيدة هجاء عن حبيبتي السابقة 
بكيت في سري 
ضحكت في علني  
ارتشفت قهوتي باردة كذكريات الأمس القريب البعيد
عانقت وحدتي و وجودي مع مرارة البن
و بينما أنا أفتح ديوان الحياة
إذ فتحت نافذة الذكريات
فألمحك ترقصين على أوثار قلبي خلف الكلمات 
و 
بين الكلمات 
آه 
آه
آه
بمقلتي رأيت  اليأس يرقص 
و الروح تعزف
و الكلمات تتساقط علي كحبات المطر 
زخات .. زخات .. زخات 
قلت بحزن عاشق أين أنا ؟
أجابني الصدى 
قال اصمت اصمت أيها القلب الصفي  انت هنا
في مدينة الأحزان و السمج 
رسمت بأقلام الوجع و الحسرة وطنا على هيئة إنسان أبيض 
 يشبهني في الملامح و الشعور 
"وطني لا تقلَب قدوره وطني " : يقول الشاعر .
آه كم أنت كريم كريم يا وطني !
اتسعت لكل المجانين 
و المفسدين 
و الأنذال 
و العناكب 
و الكلام البذيء المزركش بطعم الليمون و العنب
و أم الربيض و أبو مرة
و ضقت بصدر أحلامي !
نعم ..
جبت الشوارع وحدي 
باحثا عن شبح يحاصرني 
و باحثا عني 
بكيت كل شيء 
بكيت حزن الكمان الكمان و المكان    
بكيت .. صرخت 
 تواريت خلف الغيوم 
ركدت أفكاري خلف وهم الحب  
خلف قافية الزمان 
عانقت غيما و نجما في السماء
أتذكر أنكيدو .. أتذكر مزاريب القدر 
أنكيدو لماذا تركتني يا صاحبي وحيدا ؟!
في صحراء جرداء 
كقلب أبيض مهجور .. كالقمر
 لماذا أنكيدو تركتني أكلم النجوم 
و الغيوم 
و أسبح على شطآن الجنون ؟
أنكيدو 
أنكيدو
السماء غائمة 
أنكيدو
الفرح حزين 
أنكيدو
شاعر السعادة يبكي 
أنكيدو
القمر فقد بريقه 
أنكيدو
تبدد الضوء الأخضر 
أنكيدو
موسيقى العالم تعربد داخلي
أنكيدو
يا رحب الذراع .. و يا ابن الغمام 
أتى الحزن إلي بهدوء قطة 
صافحني 
عانقني 
ابتسم لي بطفولة 
زلزلني 
تموج في داخلي كطوفان مريب
ناولني قلمه
 كي أخط لكم هذه الكلمات 







Share To: