الكاتبة المصرية/ دينا عوض تكتب نصًا تحت عنوان "راودني سؤالًا واحدًا دائمًا: لماذا؟" 


حين كنّت أتكيء على ذاتي، ووجدت من يتربص لزلاتي، حين أردت السلام وجدت من أراد لي فقط الشقاء، تساءلت دومًا لماذا؟ 
حين كنّت أمد قلبي وما به من عطف تلين له سطوة القسوة، كانت تمتد الأيدي لتنتهك حرمتي بأذكي طرق الإنتقام، كان اسأل أيضًا لماذا؟
وكلما هممت بطرق باب أحسب فيه الخير، ردني الخوف، وأزداد خوفي أكثَر من أن أُكثِر في المسير، من ألا أصل أبدًا ..
ولأنني أعرف كيف أعزّ نفسي وأثمّنها جيدًا وأدفع عنها أية بلية، أو سفاهة، بيدَ لي أن أبقي صامتة فالكلام سينقصني، وما أنا بناقصة، و يرق طبعي فهذا حاله، وما أنا بضعيفة، وحين أتجلّي في حضوري  وكأن الكون كله يتنفس في حضرتي فلا أكون كمالة عدد، وحين أختبيء أكون شيئًا نفيسًا يزداد جمالًا وتلألؤًا وإن كنّت لا أصيب دومًا، إلا أنني لا أخطيء في مبادئي، ولا أختار الخطأ حتي أكون علي صواب، وأتغافل عن الزلات ولا أنساها، و لا أرد الإساءة بغيرها، ولا أرد الظلم بظلمٍ، ولا أدافع عن نفسي حتي، فقط استمع، فقط انتظر أن أري من حولي جيدًا، وحمدًا لله أنني أراهم جيدًا، جاهلًا بالآخرين في مواضع الرخاء، رصين المعرفة بهم في الشدائد، ومع كل هذا فأنا لا أصافح بقبضة ناقصة، ولا أقدّم وِدًا مخلوطًا بالكراهية، ولا ابتسامة مراوغه، ولا أخوض حديثًا ناعمًا وفِي محواه تلميح قبيح، لا أعرف حقًا إلا أن أكون أنا، ولا أعرف أن أكرهك وأحبك في آن واحد وأجمّل هذا القبح وأضعه في إطار "سياسة العلاقات"، ورغم علمي الراسخ أنني الخاسرة في هذه اللعبة المريبة إلا أنني أختار أن أكون وحدي، وأعزز نفسي حقًا ..،هذا صوابي ، وهذا أسمي ما يكفيني.







Share To: