الكاتبة المصرية/ خلود أيمن تكتب مقالًا تحت عنوان "صناعة الحاضر" 


رغم أن الحضارة الفرعونية لن يأتي مثيل لها ولن تتكرر يوماً  علينا أنْ نكون علي يقين أن تلك النمطية لا يتحتم أنْ تُطبَّق علي كل الأمور في حياتنا فما برع فيه الكثيرون في الماضي قد يتمكن العديد من تحقيق مثيله بل أفضل منه بتلك الوسائل المبتكرة التي صارت متوفرة في العصر الحديث في شتي المجالات والفنون الأدبية و العلمية و الثقافية والإجتماعية ، فلن يُقْتَصر التقدم و الإبداع علي عصر معين أو أشخاص بعينهم وإلا فسوف نُصاب بالتوقف و الجمود العقلي والتلقين فقط فتتوقف حياتنا عليه دون القدرة علي العطاء فنشعر بالفشل والتعثر الدائم ، فلا يجب الرنو للماضي فحسب دون إعطاء أي فرصة للجيل الحالي لتقديم المزيد من التطور و الابتكار و الإبداع في العديد من المجالات ، فلا علينا أنْ نظل واقفين هكذا مكتوفي الأيدي و كأننا فقدنا القدرة علي الإنتاج فإما التقليد أو الزهو والتفاخر بما صنعه وحققه السابقون دون الرغبة في تقديم ما هو جديد ومُعبِّر عنا وعن زماننا أيضاً و عن قيمة حياتنا التي لم نهدرها سدي دون محاولات لكي نصبح بنفس مكانتهم ذات يوم ، فيجب النظر لتلك الأمور من ذلك المنظور الدقيق حتي لا نتخلف عن دول العالم و نظل معتمدين علي تلك الحضارة التي ورثها لنا أجدادنا دون المحاولة للحفاظ عليها أو الإتيان بمثيلتها في أمور أخري أكثر حداثةً وتقدماً و تطوراً ، فليس وحده التراث هو ما يستحق التبجيل و التقدير والاحترام و لكنها أيضاً عقول البشر التي تسعي للتطوير و التجديد و تقديم كل ما هو مفيد للبشرية بأسرها فلن تتقدم أمة تتباهي بالسابقين فقط دون الرغبة في تقديم ما يُنْسَب إليها ويُضاف لتاريخها في المستقبل القريب الذي يشير أبناؤه بفخر لتلك الإنجازات التي قدمها هؤلاء المستحدثين دون النظر للماضي ، فلكل جيل إنجاز يُذْكَر يجب أنْ يظل ساعياً حتي يحققه بقدر المستطاع كي يجد ما يفخر به في حياته و مستقبله من صنع يديه و وليد أفكاره المتشعبة المختلفة المبتكرة ...






Share To: