الكاتب اليمني / أديب السامعي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "فقد عائلة اخرى"
هنا المكان جيدًا جدًا، الجميع مسرورًا بوجودي، اما انا اتصنع رسم ابتسامتي المعهود رغم مرارة فراق عائلتي الثانية وأخشى ان تفوح من قلبي رائحة فيعلم الجميع انه يحترق على فراق الاصدقاء.
هنا الجميع يتبادلون اطراف الحديث ويطلقون الضحكات والسعادة تعم الأرجاء، وأنا اشعر أن قلبي يتمزق بعيدًا عن تلك اللمة العائلية التي كنا نصنعها كل مساء على وجبة العشاء البسيطة والمحببة إلينا من سحاوق الجبن والروتي، منذ يومين وثلاثة ليالٍ احاول أن استعيد توازني، أن أنسي دموع الحزن التي كانت تنهمر من عيوننا وكلٌ مِنّا يحمل اغراضه، ويتوجه نحو وجهة مختلفة، كل هذه الجهات هي اربع فقط اربع، وفي مدينة واحدة لكنها اخرجت شوقنا لبعض على هيئة دموع، وقُطرة قُطرة، وجعلتنا على بُعد مئات الكيلو مترات شوقًا لبعض.
عِشنا بكنف المودة والإخاء لسبع سنوات عِجاف من الذكريات مضت كلمح البصر، حملت في جوفها المزح والجد السعادة والحزن الضحك والضجر، سنوات لها من اللذة مايذوب لها الفؤاد شوقًا لعودتها، وهاهي منذ ايام طوت صفحاتها وغادرتنا والندوب في قلوب الجميع.
نتبادل الرسائل والمهاتفات ببعضنا وفي كل واحدًا مِنا غصة تمنعه من الكلام، عدا صرف السِباب والشتائم لمن كان السبب في تشتيت جمعنا...
الان يمكنني الذهاب إلى النوم، والكتابة لاحقًا، للتو تبدو لي الحياة فظيعة، وأنا مرهقٌ، خائف، غير متجدد، ومنخفض المعنويات بشكلٍ عام.
لكنني اتمنى أن نجتمع مجددًا تحت سطح واحد، بشقة واحدة تتسع لإبتسامتنا جميعًا...
الكاتب اليمني / أديب السامعي يكتب قصة قصيرة تحت عنوان "فقد عائلة اخرى"
Post A Comment: