الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "زحف نحو العالمية" 




في مطلع قصيدة "ناصيف اليازجي" 

''يا بائع الصبر لا تشفق على الشاري"

بدل الصبر لنكتب "الهم" ثم أمعنوا كثيرا فيها فسيحيطكم عمقه وانسيابيته حقا بيت له ما له من جميل المعنى "يا بائع الهم لا تشفق على الشاري" 

لم يرهقني التفكير في إيجاد الإسقاط المناسب الذي سيكون عليه مقالي البسيط الذي يعج بالمشاعر الجياشة حول الإنجاز العظيم الذي حققه "صديقاي"

وجعلاني أحس كأني حققته وهذا للرابطة القوية التي صنعتها بيننا رياضة "الكروسفيت" جاعلةً منا جسدا واحدا لعدة أرواح تجمعنا الأفراح والأتراح تحت نفس الراية تشريف ولاية تندوف ولو بأبسط الأعمال.

في حياتنا اليومية الكثير من الأشياء البسيطة تصنع سعادتنا اللحظية نهملها ولكن تحت ظل جناح "الكروسفيت" تصبح نظرتك لكل الأشياء إيجابية وتجعل من تلك الأمور البسيطة أشياء عظيمة تدفعك للإحتفال بفخر مع أفراد هذه العائلة على إختلاف أعمارهم.

شاركت المجموعة في "ماراطون" خاص بالعمال فكانت النتيجة مشرفة جداً وكذلك كانت نتائج "ماراطون" الصحراء الغربية.

سيستغرب كل رياضي هذا التناقض الكبير قائلا؛ ما دخل "الكروسفيت" في سباقات الجري؟

أجيبك مع إبتسامة تعلو محياي لأننا نملك عضوين ضمن عائلتنا هذه جعلانا نؤمن بقدراتهما في "الجري"

وكانا على قدر التحدي.

المذكوران: أخي "عبد الله" وصديقي "يونس" الملقب "شوشو" 

الأول تعرفت عليه حين أصبحت فردا من العائلة أما الثاني فقد لعبنا كرة القدم في نفس الفريق وهو لاعب جيد جداً.

لو أردت التفصيل كثيراً حولهما لأكملت حبر قلمي دون أن أفيهما حقهما ولكن كما يعلم الجميع إن أول ما تصقله الرياضة في شخصية الرياضي هو أخلاقه 

أما هما والحمد لله فخلقهما الطيب و تواضعهما جزء من تربيتهما قبل الرياضة وأفخر بسعادة أن أحدث الجميع عنهما بقلمي قائلاً أنهما أخواي وصديقيّ.

حين قرر "المدرب" إشراكهما في "الماراطون" الإفريقي المقام في العاصمة وثب جميع أفراد العائلة لتقديم يد العون مادياً ومعنوياً ولأنني صاحب تجارب في الملتقيات والتجمعات الوطنية سواءاً من حيث الرياضة أو الأدب حاولت قدر الإمكان إعطائهما لمحة عن ما سيعيشونه في هذه الفترة.

خرجا مسافرين براً وعلى كتفيهما أماني عائلتيهما وكذلك أرستهم الرياضية وراية تندوف التي تملك رجالا ونساء بمعادن نفيسة ولكن يعلوهم غبار الإهمال.

2000كم من يوم الخميس إلى صباح الجمعة 26 ساعة من المسير حتى التحضير لم يكن بتلك الجودة لبساطة الإمكانيات.

تعب الطريق كما للجانب النفسي دوره فهما يريان المشاركين بلباس ممتاز ويرافقهم طاقم متكامل مدرب، طبيب، مستشار وهما وحيدين في واد كبار هذه اللعبة بالإضافة لوصولهما المتأخر لصافرة الإنطلاق أي كل شيء يقف عتبة في طريقيهما.

كأنهما ذهبا عن قناعة لبائع "الهم" يودان شرائه لهذا طلب الشاعر من التاجر عدم الشفقة عليهما وهذا هو إسقاطي للبيت الذي بدأنا به المقال.

ولا ننسى أن الدول المشاركة كثيرة أي أن عدد المشاركين كبير ثم فجأة إذ بإبني حفرة تندوف ينالان المركز "السادس" رغم أن كل المعطيات كانت ضدهما.

أكتب الآن يقشعر بدني لأننا في هذه الولاية المهملة من كل النواحي يوجد رجال يصنعون المعجزات على رغم أنف بائع الهم، نافخ الكير، الحقود، وحتى المثبط.

شكرا يا "عبد الله" و "شوشو" لهذه السعادة التي منحتوننا إياها شكرا لكم يا فخر تندوف وأتمنى أن تعذروني لأن هذا أقصى ما أستطيع فعله لأجلكما.

كما لا ننسى مساهمة كل فرد من العائلة مادية كانت أو معنوية وكذلك الشكر لقلب فريق Rinho CrossFit

المدربين "محمد" و "كريمو" فهما من صنعا هذه الفرص لنا في منطقة غزتها المهلوسات.



الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "زحف نحو العالمية"


الكاتب الجزائري ميموني علي يكتب مقالًا تحت عنوان "زحف نحو العالمية" 


Share To: