زينب أوبنعزة تكتب مقالًا تحت عنوان: "نماذج لنساء مغربيات كتبن التاريخ بمداد من ذهب"




المرأة جمع بين العظمة والرقة و الرقي و السمو في الطموح و الأفكار، بالإضافة إلى المبادرة، والمواظبة، والرغبة القوية في العمل والإنجاز والإبداع. المرأة هي الأم والأخت والابنة والزوجة والقائدة القادرة على تربية شباب وشابات المجتمع تربية طيبة وحسنة، وهي الأكثر تأثيرا فيهم وإسهاما في نجاحاتهم.

يعد دور المرأة من أكثر الأدوار تأثيرا في المجتمع، وقد أثبتت المرأة في الوقت الحاضر أنها تستطيع أن تتكيف مع تطور الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة بها،  فدورها جلي و ملحوظ في شتى المجالات التي تتطلب المعرفة والنقاش والعمل الجاد، فقد أبانت المرأة عن قدراتها الإدارية، فضلا عن نجاحها وكفاءتها في رعاية البيت والأسرة وفي جميع مناحي الحياة الأخرى .

المرأة قضية لا يستهان بها، بل هناك قواعد مُلزمة من أجل تكريم المرأة، فالرسول صلى الله عليه وسلم شبه المرأة بالقوارير، وقال رفقًا بالقوارير، وذلك التشبيه في أصله أن يمنع لمس المرأة، ووجوب الحفاظ عليها وصيانتها من الانكسار، فالمرأة عاطفية جدًا تتأثر بأبسط الكلمات، وتخلق داخلها أبلغ التأثير، فهُن كما ليونة القوارير، يمكن لأي شيء أن يخدش كرامتهن، لذلك فقد وصى الرسول بوجوب تعزيز المرأة والحفاظ عليها. وفيما يأتي بيانٌ لأبرز أدوار المرأة ومساهماتها في الحياة والمجتمع، فالدراسات التاريخية و الأنثربولوجيا الحالية تؤكد على الدور السامي للمرأة في بناء التاريخ.

و كنموذج للنساء المغربيات اللواتي شهد لهن التاريخ المغربي بالمكانة المرموقة في العلم والأدب... ، نذكر:


زينب ابنت إسحاق النفزاوية (1039-1072)م،سيدة من أشهر النساء الأمازيغيات في المغرب خلال العصر المرابطي ، كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرئاسة.


فاطمة بنت محمد الفهرية 800م-880م، المرأة العربية القرشية الشخصية الخالدة والمثقفة التي أسست أقدم جامعة في العالم من مالها الخاص عام 245هـ، وهي جامعة القرويين في فاس، التي درس فيها كبار العلماء ،و تؤكد اليونسكو أنها أول جامعة في التاريخ، وأول جامعة تمنح إجازة في الطب.


السيدة الحرة 1485-1561م ابنة الأمير مولاي علي بن موسى ابن رشيد العلمي، من أهم السيدات في العالم العربي، سيدة استثنائية، سابقة لعصرها، حكمت المغرب لمدة 30 سنة في زمن كان الحكم فيه حكرا على الرجال، كانت ذا ذكاء خارق ، تشاطر زوجها المنضري مؤسس مدينة تطوان الحكم وتنوب عليه، بفضلها حقق المغرب انتصارات ومكاسب عدة.


خيرونة الفاسية توفيت سنة 594ه ، كانت خيرونة فقيهة صالحة، تعلمت العلم وعملت به، كانت تحضر مجلس الإمام الكبير عثمان السلالجي، إمام أهل فاس في الأصول وعلم الاعتقاد، كما حرصت على حضور مجالس العلم بجانب حفظها للقرآن الكريم في فترة قصيرة، وأصبحت عالمة في مختلف العلوم الشرعية، من فقه وحديث وتفسير وأصول، حتى ذاع صيتها في المغرب بين العلماء وعامة الناس.


ثريا الشاوي 1936-1956م ، سيدة مغربية و أول ربانة في العالم العربي و الإسلامي، نجحت سنة 1951م في امتحان الكفاءة لقيادة الطائرة عن عمر لا يتجاوز 16ربيعا.


فاطمة المرنيسي 1940-2015م، اهتمت بالكتابة حول قضايا المرأة والإسلام والمساواة بين الجنسين، أسست بذلك لرؤية جديدة ومنفتحة في ما يتعلق بمكانة المرأة في هذا الفكر. من أبرز أعمالها ( الحريم السياسي- الاسلام والديمقراطية- النبي والنساء...).

كانت تلك نماذج فقط لنساء مغربيات كسرن قيود المجتمع فكتبن التاريخ بمداد من ذهب .



كلّ عام وأنتنّ يا نساء العالم بألف خير. هذه الكلمات أزفّها إليكن ملفوفة بشريطٍ من الحبّ، ومزيّنةٌ بعطر الامتنان والشكر والعرفان.



المراجع المعتمدة:

 احميمد محمد، خيرونة الفاسية المغربية المرأة المغربية العالمة

مجلة أمل العدد 13-14 سنة 1998 

حاتم البوعناني، مقال بوابة المرأة المغربية



زينب أوبنعزة تكتب مقالًا تحت عنوان: "نماذج لنساء مغربيات كتبن التاريخ بمداد من ذهب"


Share To: