الكاتب التونسي / محمد بكاري يكتب مقالًا تحت عنوان : لو يصمت العالم دقيقتين
لقد تهافت القول بسيادة الإنسان في الكون ووضعه للقيم التي تنبع منها إنسانيته وسيادته وفي تكريسه للتفكير التنويـري والتـحرري تأثيرا وتأثرا، تأكد من ثمة رهان التفكير الفلسفي في مساءلة الراهن سبيلا لإستجلاء مدى إلتزام الإنسان بمبادئه التحررية التنويرية؟ ومدى فاعليته في الكون؟ وما المكانة التي يحظـى بها في العالم؟
إذا ماثبت أن عتامة المصطلح تتجلى أكثر ما تتجلى فيما قد يطرا عليه من إستنباط ومراجعة وتحقيق بفعل الإختلاف والقراءة الجدلية تأكد بالتالي من تضاد فيما أحدثه العقلانية العلمية بين مشروع تحرري وبين واقع عملي مترد كشف سذاجة الإنسانية بين النجاسة ومستنقعها المدنس لتغزو الإنسانية من جديد بين الترهات والزيف لتصبح أهم ضروريات التي تفترض القفز من سلبية الإنوجاد التي يحايثها الرضا والسكون وبين سلبية الوجود والإيجاد وما يتولد عنها من قذارة وتحرش بالعلم ومغالطة .
إن الواقع الإنساني يكشف عن هذا الإنحدار الساذج نحو الظلام الحالك الذي نتبينه من خلال خضوع البشرية لمنظومة قاسية مسلعنة يزداد إنحدارها للقاع يوما بعد يوم إضافة إلى إغترابها في ميلانها للأسفل .
فهل من سبيل للتحرر أم أننا سقطنا بحفرنا في طبقات الخظوع التي صار يعانيها الإنسان المعاصر في نوع من الحفريات العميقة ؟
ليس حقدا مني ولكني نظرت للراهن بإحتقار شديد حيث وجدت الذي يسمونه وفاء: خيانة والذي يسمونه حكما :سمسرة ومساومة .......الشر يخنق الكرة الأرضية فإلى أين المفر والعلم قد تحالف مع القذارة بين النجاعة والمردودية والطمس الفكري والتقنين الرذائلي إلى أن تشكلت الحياة على نحو تعيس بين النور المزيف والهواء العطن
وصمة عار لكل متمرّد مثلي لديه ذرة للتفكّر في القضية، الحرية ليست مرتبطة بهندامك وتشكيلة تسريح شعرك فقد، بل هي الإنطلاقة العلمية والفكرية التي حارب من أجل تحقيقها جميع الفلاسفة في جميع العصور هؤلاء كانت لهم دراية مسبقة عن المهزلة التي نعيشها اليوم ،لكن لم نأخذ برأي أي واحد منهم وأسميناهم
مجانين حتى أتى العصر المعهود الذي أصبح الجميع فيه مجانين متربصين وقلة منهم من هم متربصين مجانين ....اه لو يصمت العالم دقيقتين لأزيح عن أدمغة هؤلاء المرضى غشاء الجهل والبلاهة ولأحجب عن أعينهم المواقع الإباحية والأمكنة المدنسة بالتنمر والتذمّر، اه لو يخرجون من التقوقع الأبدي التي فرضتهم عليهم تلك الأجهزة اللعينة وينظروا إلى العالم من منظور أسمى متجسِّرين بذلك دوما طموح الإنفلات نحو الأعالي بقيم جديدة كما التي نشدها "زرادشت " " على ذوي الجبال الجبلية العالية "....ولكن هيهات هيهات.
الكاتب التونسي / محمد بكاري يكتب مقالًا تحت عنوان : لو يصمت العالم دقيقتين
Post A Comment: