الكاتب المصري / هاني موسى يكتب : حكاية سقراط حكاية كل عصر 




دارت الحرب فى بلاد اليونان بين مدينتى أثينا واسبرطة كانت أثينا هى مدينة العلماء والفلاسفة اما اسبرطة فكانت مدينة الجند والعسكر ، كان الشباب الأثينى مبهور بالعلماء والفلاسفة ولكن الحرب انتهت بهزيمتهم أمام الجند والعسكر فساد البلاد حالة من الفوضى والشك وانهارت الحياة الفكرية الأثينية بسبب السوفسطائيين .

وهذه الفئة كانوا يعلمون الناس فن الخطابة الذى كان من أرقى الفنون فى تلك الحضارة التى اهتمت بالموسيقى والشعر والخطابة ولكن السوفسطائيين تحولوا  عن مهنتهم وبدأوا يعلمون الناس فن الجدل والمغالطات ( السفسطة ) مقابل الكسب المادى فبدأوا يقلّبون الحقائق ويجعلون الحق باطل والباطل حقا .


..لكن سقراط بدأ يبين كذب هذه الفئة و خداعهم وافسادهم للحياة السياسية والفكرية فى البلاد بنفس اسلوبهم من المكر ونفس منهجهم ( التهكم و التوليد ) .

لكن قدر سقراط كان كقدر المصلحين فى كل العصور ، فزُج به فى السجن واتُهم سقراط بافساد عقول الشباب واثارة الفتن فى البلاد وزعزعة الحكم الأثينى وحُكم على سقراط بالاعدام الذى كان يتم عن طريق  تجرع كأساً من السُم !

..حاول تلامذة سقراط مساعدته فى الهرب من تهمة اُلصقت به زوراً لكنه رفض قائلا " كيف أدعو الى احترام قوانين البلاد حتى لو كانت ظالمة  وأكون اول من يتنصل منها  ؟! " ودفع سقراط حياته دفاعاً عن معتقداته وقيمه وكان أول شهيد للفلسفة وللمبادئ فى تاريخ الفكر الفلسفى . 

ومازال موت سقراط منذ فجر التاريخ هو موت للمبادئ على صخرة الوشاية والتملق حتى قيام الساعة. 

من أهم أقوال سقراط التى خلدها التاريخ:

الفضيلة علم والرذيلة جهل 

تكلم حتى أراك .

حقا ستبقى حكاية سقراط حكاية كل عصر ما دام صراع الخير والشر باقياً تحت الشمس .




الكاتب المصري / هاني موسى يكتب : حكاية سقراط حكاية كل عصر 




Share To: