الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "صراع" 




أكلّما قلت : مات  الحبّ  واندثـــــرا

عدتِ الحبيبةَ في الخفّاق فاستعرا؟


يا  للفضيحـــة , هذا  القلب  أتعبني

ما  خاض  معركةً ,  إلّا  بها  خســـرا


وكم  أخاصمه ,  لا  يرعوي  أبــــــداً

يعود  دوماً  إلى  منْ  حبَّـــه  نحَــرا


أرجوكَ , أرجوكَ يا قلبي كفاكَ هـوىً

ما عدْتُ أحتمل الأسـقام , والســهرا


أحاول  اليوم  نسيانَ  التي  سـكنتْ

بين  الجوانح , حتى  أصبحتْ قدَرا


ها  أنتَ  عدْتَ  إليها  عاشــقاً  , دنِفاً

تموت  شوقاً , إذا  ما  طيفها  خطَرا


عقلي  يصــارع  قلبي , حِرتُ بينهما

قد فاز عقلي , ولكنْ  قلبيَ  انتصـرا


ما سِرُّ عينيكِ  إنْ  لاحت تبعثرني ؟

من  ذا  يعاتب  سِكّيراً  إذا  سكرا  ؟


أدمنتُكِ  الآن , لا  طبٌّ  يعـــــالجني

ولا  رُقى  الشيخ  أبدت  للشِّـفا  أثرا


داءٌ  عُضالٌ  , ولا  أرجو  الشّـفاء  له

يا  ربِّ  باركْه  من داءٍ , إذا  انتشـرا


هذا  هواكِ  , وروحي  كم  تهيم  بـه

لم يعرفِ الحبُّ مثلي في الّدُّنى بشرا


لا لومَ يا قلبُ إنْ تهوى , وما بيــدي

فحبّها  صار في  الحالين  ليْ ســقَرا


أحيـــا ,  وأُقتَـل  ألفاً  كلَّ  ســـانحةٍ

وحين  تأتين  أنسـى  كلَّ  ما  ذُكِــرا


يا  بنت  قلبي , أعود  الآن  منكسـراً

مِنْ ذاق  حبَّكِ , إنْ  جافاه  قد  كفرا


خذي حياتي , وما تبغين من شـغفٍ

فمنْ يحاسب قاضي الحبّ لو أمرا؟


أسلمتُ  أمري إلى  عينيكِ  سـيّدتي

ماأجمل الموتَ في عينيكِ إنْ حضرا




الأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "صراع" 




Share To: