الكاتب العراقي / جبار عبد الحسين النداوي يكتب  "لماذا ضاعَ العراق ؟"



 

الحكاية الاولى : هذه الحكاية مقتطعة من ملحمة كلكامش حيث وردَ أنَّ النبيَّ نوح (ع) هو اتونابوبشتم 

نزل الحمار والثعلب من سفينة نوح فوقفا آخر النازلين وسط السلم والتفت الحمار إلى نوح قائلاً .. سيدي

قال : نعم .. قال لدينا أنا والثعلب سؤال . يؤرق عقل الثعلب .. فأسرع الثعلب قائلاً سيدي نوح .. لماذا يوصف هذا الحيوان الأصبر من الحصان والاقوى من البشر والاخصب من البغل بالغباء ، ثم يا سيد السفينة لماذا أنا الثعلب اتّهم بالمكر والخداع ؟ نظر اليهما نوح بحنان وقال اسمعا ولدي ، لقد خلت عليكما بركة الالهة فلا تحزنا ولا تتأسا ، فسيأتي يوم بعد ميلاد ولدي يسوع بألفي عام ... الحمير ستتحكم ببلاد سومر وبابل وآشور وسيصبح الحمير أسياد هذه الأرض أما أنت يا ثعلب فسيغدو نسلك من المحتالين والمنافقين واللصوص والدجالين المتحكمين بمصير هذا الوطن وسيغرقون بالذهب والدماء وستراهم بكل عقيدة ودين متاجرين ومن كل مأساة رابحين. وهكذا تحققت نبؤة (اتونابوبشتم) ... وضاعَ العراق.

الحكاية الثانية : من صادق الحكايات وليست والله بالخرافات أن مزارعاً بابلياً توفيت زوجته وتركت له من الاولاد أربعة (مضر ، نزار ، قحطان ، عدنان) وكان جاره في المزرعة الشرقية يطمع بأرضه من قرون وقرون فعرض ابنته الأرملة صاحبة الطفل الوحيد على صاحب الأولاد الأربعة ، في أول ليلة من زواجهما وزّعت الأرملة الزوجة خمسة من الأرغفة على زوجها وأبنائه الأربعة وحين سألها زوجها وأنتِ وابنكِ (رستم) أتبقون بلا طعام ؟ أجابت : يكفينا أنكم تشبعون وأنا ورستم ننام جائعين ، فقال الأب المغفل لا والله هذا لا يكون فما كان 

من الزوجة إلا أن خاطبت الأبناء قائلةً ... أبنائي وأبناء حبيبي .. إن أخاكم رستم سيبيت بلا عشاء فليتفضل كل واحد منكم بنصف رغيف لأخيه اليتيم .. فأخذوا ينظرون بحزن لأخيهم السمين الهجين .. وبادر كل واحد منهم وبكل شهامة فمنح نصف طعامه لرستم ، وانتهى الفطور وعادت الحكاية نفسها في الغداء والعشاء وهكذا امتدت القسمة العادلة نفسها للملابس وأثاث البيت وأشجار البستان وما تحت الأرض وما فوقها ، ولم يمض عقد من السنين إلا وكان رستم الهجين أسمن من اخوته المغفلين وامتلك بلاد الرافدين وهكذا ضاعَ العراق.



الكاتب العراقي / جبار عبد الحسين النداوي يكتب "لماذا ضاعَ العراق ؟" 




Share To: