الكاتبة السودانية / عفراء ياسين المرضي تكتب "طيف"
إلى القابع بذاكراتي ، أرى أن جذورك تزداد تشابكاً و حِدّةً بداخلي و كأنك تنوي دوام الإقامة ، أما كفاك نبشاً بجدار أوردتي تأبى الإرتحال!
أأمنحك سراً؟
أحب بعثرتك لي جداً ، يعجبني كيف أنك لا تفتأ تشعرني بوخذات وجودك ، اعتدت عليك حتى أنني أفتقدك إن غبت و لو لبرهة!
إّلا أنه سيعجبني أكثر لو أنك فضّلت البقاء معي على ترك طيفك يراودني بين الفينة و الأخرى.
أتدري؟ دائما تذكرني بطفلي الأول ، الذي مات حتى قبل أن أُقَبّل جبينه و أشتم رائحة الحياة تدب فيه ، أنت تشبهه في تمسكه بحبلي السري بشراسة و لفه حول عنقه حتى انقطعت أنفاسه ففارقني للأبد ، يبدو أنه ظن أن هناك من سيقتلعه مني بيد أنه لا يعلم أن بقطع ذلك الحبل الرقيق الذي يربطنا سنرتبط أكثر و سيدفأ بأمانٍ في حِجري.
هيا توقف عن المكث بداخلي و امكث بجانبي ، على مقربة مني ، تلامس معصمي تارة فتشعر بك تنبض بشراييني ، تنظر إلى عيناي تارة أخرى فتقرأ ألف قصيدة عشق و ألفا بيت من الغزل ، أما كفاك تَمَرُداً يا من تَمَلّكني؟!
الكاتبة السودانية / عفراء ياسين المرضي تكتب "طيف"
Post A Comment: