الكاتب السوداني / محمد يس اسماعيل يكتب "أبجدية الخوف" 




الخوف يتناثر فى المكان كزخاتِ مطرٍ، بدت الارضُ أضيق من جحرِ نملٍ، تساقطت النيرانُ قادمةً من الجحيمِ، ثم تناثرت الجبالُ كعهنٍ منفوشٍ، جحافلٌ من الفصائيين تغزو الأرض تهجم كالنحلِ، حممٌ شمسيةٌ تذيب كل شئ، خوفٌ ورعب يجعلنى أركض بلا ارجل، دوى انفجارات تخلع قلبى كحذاءٍ، ذابت الأرض كحبياتِ ثلجٍ فى كوبِ الخوف، رأيتُ الموت يتراقص فى الطرقاتِ، زحفتُ بين الجثث لأختبئ منه، سحبنى شئ ضخم بعنفٍ، شرعتُ بالصراخِ حتى ضاع صوتى فى زحمةِ المكان، صبّ جام غضبه علي، ضرب الأرض بقدمية الضخمتين، طار قلبى كفراشةٍ وارتفع الى السماء، ظلامٌ دامس يبتلع المكان، عرفتُ الموت بلا موت، غرقت بين الدمار والخراب، فى بحارٍ من الدماءِ أسبح كاخطبوطٍ، قدرى أن ارتدى ثوب النجاة، كنتُ منهك القوى كخرقةٍ بالية، لم امت بعد، مازلت حياً ! نعم مازلت أتنفس، هل انتهى عالمى ؟ وصار من الماضى السحيق، يداى لا أشعر بهما ولكن الحمد الله مازلتُ حياً .




الكاتب السوداني / محمد يس اسماعيل يكتب "أبجدية الخوف" 




Share To: