الأديب المصري / إبراهيم الديب يكتب "قهوة بعد الفطار"
أتناول القهوة بعد الإفطار مباشرة على مقهى الدعدع أجلس وحدي، فهذا الطقس المقدس يستحق التفرغ له تماماً من وجهة نظري، أنتهي من الكوب الأول ثم ينظر لي حمادة الدعدع الذي: يراقبني عن كثب كما يتابع الطبيب مريضه، فيرى من وجهة نظره الصحيحة أنني :ما زلت في حاجة للمزيد، دون أن أطلب منه فهو هنا يقوم بدور: من يشخص الحالة فيرسل لها كوبا آخر من القهوة مع عمرو، أو هيثم الدعدع، كجزء من العلاج، ثم أقوم بدوري بإرساله لمخي مباشرةً، أحس أنه يستقر برأسي، وليس بمعدتي، بعد أن يسويه" كريم أبو عيد" على نار هادئة ومن ماء بارد...ما زال حمادة يراقب ويرسل ثم بتوقف حمادة عن إرسال المزيد من تلقاء نفسه و دون طلب مني ، بعد أن يتأكد ويكون صائب في تقديره تماماً: أنني أصبحت في مودي الطبيعي وتحسنت حالتي لا يهم عدد الاكواب المهم أن يشفى المريض، بعدها بلحظات قليلة: يؤذن للعشاء ثم أنطلق للمسجد على الفور للصلاة، هذا الطقس: لم يكن بيننا اتفاق عليه مسبقاً: إنما عقد وثق صمتا بيننا، جميل أن: يعشق الإنسان مهنته لكي يبدع فيها، حتى لا تتحول لمهنة يرتزق منها فقط فتصبح روتين ممل يمارسه على مضض ،وعلى كره منه...
الأديب المصري / إبراهيم الديب يكتب "قهوة بعد الفطار"
Post A Comment: