الشاعر المغربي / عبد الحكيم البقريني يكتب قصيدة تحت عنوان "اَلْأَسْفارُ ٱلْخَمْسَةُ لِرَيّانَ وَٱلْجُبِّ" 




       1- سِفْرُ ٱلْحُلولِ :

      يا أَبَتِ : 

 ما رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً ،

وَلا ٱلْبَقراتِ ٱلْعِجافِ ..

ٱلسّمانِ .

وَلَكِنْ هِيْ :

خَمْسٌ مُظْلِماتٌ 

خَمْسٌ في ضِيافَةِ ٱلثّرى 

ٱلثُّرَيّا ..

أَفْئِدَةٌ بٌمِلْءِ ٱلْأَرْضِ وَٱلسّماءْ ..

بِمِلْءِ ٱلْمَلْءِ وَٱلْفَراغْ . 

يا أبَتِ : 

إِذْ حَلَلْتُ أَسْفَلَ ، صِرْتُ ٱلْأَعْلى .

غَدوْتُ ٱلْحُلولَ 

تراتيلا ..

ومحجّاً ...

حُجّةً لادمَ حيث تَأَدّمَ ، 

تَادّبَ ..

تَأَنْسَنَ 

قال : أنا الإنسانُ 

أنا الإنسان .

يا أبَتِ : 

تي الأيادي مدّتْ ،

وعلى عجلٍ رَتّلتْ تراتيل الوداع .

الأسفار الخمسة  لريان والجب 

أعلنتني الغائب

 أعلنتهم الحضور ..

الحلول ، إذ حلوا 

حللنا ..

فكونوا الحلول 

كونوا الحلول .


           2- سِفْر النسوة : 

وا أُمّاهُ : 

ما قطعن أيديهن 

ولا راودنني .. 

فأنتِ ما أعددتِ العدة 

وحده الجب والحب وسادة لليالي الخمس 

 زاداً لرحلةٍ لن تنتهي .. 

هي الحج لإغرن حيث لا حَبُّ 

حيت الرب الأعظم يؤلف بين الأحبة ، 

يبذرُ حُبّاً ..

فيسمو جب المحبة .

وا أُمّاهُ : 

تي الموائد  من الله ..

لله ...

لعباد الله 

فلا تستعجلوا الرحيل 

عما قليل أَنْبِسْ بحرفٍ 

وأسري من جب لقبر ..

لذيذ رغيف مأتمي 

عرق الجب

تراتيل سفر النسوة .

وا أماه : 

الموائد معدة ، والرغيف رغيف 

فمنْ ألْهَمَ النسوة ؟ .

أطفأن جمرة القلب ليشعلن المواقد ، 

وعلى لظى الشوق رددن ملفوظاتي ..

محفوظاتي الباسمة ، 

الباكية ، 

المتطلعة ..

فأنا السفر ... مسافر . فرددوا : 

سِفْرَ النسوة .


       3-  سِفْرُ ٱلسّعْيِ 


يا أيها الملأُ : 

مروا بتمروت 

وافتوني في رؤياي 

فأنا ما حرست النعاج سوى ردحا ..

قليلا من أناشيد الصبا 

وذا الجب ممرا أعبره لهناك 

هناك حيث أغدو طائرا ..

شيئا من الجمال .

أجمل مما كنتُ ..

أتقى مما كنت .

يا أيها الملأ : 

تي يدي مدت ..

عانقت بسمةً .

وعلى عَجلٍ  حلّق قدري .. 

عالياً ...

أعلى حيث عليّا ..

ينبش تراب أضلعي 

يعاند صلابة الزمن الصخري ، 

مهلا عمّاهُ ..

لي قدر الرحيل ، ولكم المرثيات .

يا أيها الملأُ : 

طاب مسعاكم ، 

وطبتم سعاة ً 

إنما هي خمس فارحلوا ... 

اسعوا في الأرض ..

رددوا سِفْر السعي .

ما التقطتم من تراتيل ريان والجب ، 

قصوا عليهم ما قصصته ..

فأنا ها هنا أحيا بإغرن  

وهناك حيث كل إنسان .


           4- سِفْرُ الحياة : 

أيا إنسان ُ 

وقد تعارفنا ..

تآنسنا ..

غدونا أنْساً ..

فَلِجْ قلبي تجدْ أرائك منضودة ،

وزرابي مفروشة .

وعلى ربوة إغرن رجالا عرفوا بشيمهم ..

صفاة...

يرددون آيات الله .

يناجونه جيئة والذهابْ . 

أيا إنسان 

ما العمر إلا ذكرى عبور ..

فالمجد ، كل المجد للعابرين الصفاة .

لمن حملوا أبهاهم ..

تركوا الأدنى دهاليز النسيان ..

طوبى ..

طوبى لي بالصفاة ، 

الحفاة .

دعاة تأنسنوا ..

بنوا الإنسان .

أيا إنسان 

ذا الجبل شاهد الحلول ، 

وتي المرأة أثثت الملأ .. 

أنثته جمالا .

ها هنا أعلنت الحياة ثانية 

انبعثت البعثة ثانية .

هنا الجبل والجب ، 

وبينهما المسعى ..

إعلان أننا سنبقى 

أننا سنبقى . 


       5- سِفْرُٱلْمَوْتِ :

هيا ٱلرّبْعُ 

ربيع العمر 

قطعة الرحم بترت على عجل 

مأساة ..

ملهاة .

خذ وسادتي سَنَةٌ ..

سِنَةٌ .

 وَرُدَّ أحلامي 

 ورود طفولتي ..

ذاكرتي المنشطرة .

هيا ٱلرّبْعُ 

يوم حملتني خطاي لجب ، 

ما كنت الخطيئة ، ولا الأدنى . 

ولكن صعودي شاء العمق ،

الغوص لأدنى الأعلى ، 

حيث الملأ الأبهى ..

رجال الطهر ، 

نساء الحور ..

ربع من رياض قدري ،

جُبٌّ لِقبرٍ وقبرُ جبّي . 

هيا ٱلرّبْعُ 

مُرٌّ ..

مروا بتمروت 

إغرن ... وانشدوا تراتيلي : 

" أغارُ يا رَبْعُ" .

أغور حيث لا يشاء الغار ..

الجب .

غنوا .. لنبقى بالأرض ..

بالسماء ..

بالإنسان ..

 فاس : 8 فبراير 2022



الشاعر المغربي / عبد الحكيم البقريني يكتب قصيدة تحت عنوان "اَلْأَسْفارُ ٱلْخَمْسَةُ لِرَيّانَ وَٱلْجُبِّ" 




Share To: