الكاتب السوداني / مكي يوسف يكتب نصًا تحت عنوان "محادثة" 


الكاتب السوداني / مكي يوسف يكتب نصًا تحت عنوان "محادثة"



اتفقد المحادثة ، انها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، " مارأيك بأن نلتقي عند المحطة يا صاح ! ..الساعة العاشرة ! .." ، وجدت انني قمت بالرد " نعم يا صاح !" ..فورا خرجت انتظر عند المحطة حتى الساعة الحادية عشر ، ثم الواحدة ثم الثالثة زوالا، لاشيئ لم يأتي ، عدت للمنزل ، و عدت للمحادثة " لقد تكلمنا في كل شيئ يا صديقي، انا على وشك الزواج كم انا مسرور بهذا " ، وجدت انني قمت بالرد ايضا ! " نعم يا صاح ، هل انت مستعد لذلك ! " ، مرة اخرى " اتعلم ، يجب ان نلتقي مرة اخرى ...نهاية الأسبوع ! "، اسحب للاسفل لاجك انني قمت بالرد " اين ؟، " " مقهى الميناء، الساعة التاسعة !" ..نهاية الأسبوع ها انا احتسي القهوة لوحدي ، بعد ساعات من الانتظار، عدت مرة اخرى للمحادثة ليلا اسحب للاسفل لأجد " انت حقا صديق رائع ، لازلت متوترا رغم ذلك يا صاح " ..لاجد بانني قمت بالرد " لا تقلق ياهذا فأنا ايضا ساحتاج دعمك عندما يحين دوري .." ، ثم اسحب للاسفل، ضحكات على شكل حروف ، صور معا، اقل من شهر..مرة اخرى اجد " المحطة ؟ لنلتقي " ، اذهب لا اجده، اسحب اتفقد المحادثة " الحديقة !"، " تعال للمنزل لنحظى بقهوة انها فكرة أمي .." ، اسحب و اسحب ، حتى وصلت لرسالة مني " صديقي ؟" ..." صديقي ...؟" ..مرة اخرى وجدت انني راسلته " صديقي ..؟ اين انت ؟" ...انها محادثة بكل الذكريات، لكن الان يجب ان افعل شيئا لكي لا اذهب للمحطة و لا يأتي..و المقهى .و الكثير من الأماكن التي اتفقنا عليها و لم يأتي ..عدت لتاريخ اخر رسالة قبل عامين ، في نفس اليوم الذي مات فيه بسكتة قلبية مفاجئة ...و كل ما تبقى الا هذه المحادثة التي تحمل الكثير من الذكريات، شعور صعب ان تقرأ رسائل شخص ميت و كانه حي ! لهذا السبب كنت اذهب للمقهى و المحطة و الأماكن التي التقينا فيها حقا و تحدثنا و ضحكنا ..لكن المحادثة اصبحت محزنة اكثر فاكثر...لهذا ..



الكاتب السوداني / مكي يوسف يكتب نصًا تحت عنوان "محادثة" 



Share To: