الكاتبة السودانية / هديل السر الرضي تكتب نصًا تحت عنوان "الحزن يداعب جُل أوقاتي" 


الكاتبة السودانية / هديل السر الرضي تكتب نصًا تحت عنوان "الحزن يداعب جُل أوقاتي"



 الحزن يداعب جُل أوقاتي، كتلةُ آلمٌ تسكنُ قلبي، سيئةُ التفكير، متعكرةُ المزاج، بين ثورةِ شعبٍ يُطالب بحقوقه وضجيج لا يهدأ، أحمل نزاعات البلاد بداخلي، أصواتُ قذائف، جرحى و مصابين، قتلى و مفقودين، مليئةٌ بالخيبات والخدوش، وحيدة بلا أنيس. 

ومن قال أنني مثلهم بحاجة إلى ما يسمى "بالطبطبة"؟! 

أنا قوية بذاتي؛ لا أميل و أنحني، أُفضل المكوث وحدي، بجوار كوب شاي، وبين أحضان كتبي. 

تروعني فكرة الخروج للتجمعات، المناقشات، أصوات الحياة وحديثُ البشر، أخشى أن يشعرني أحدهم بإهتمام ولو قليل، ثم ينتزعه مني؛ لأغرق في أحزاني من جديد. 

أهاب العلاقات، منعدمة الثقة بمن حولي كإنعدام ثقة الشعب بالعسكر، لا أُحدّث أحداً، و ربما لست بحاجة لذلك؛ فدفتري و قلمي الأسود كسواد أيامي.

يُقيّد الخوف أضلعي، ورغم ذلك أزداد يوماً بعد يوم تمسكاً بما أفعل، أتجنب كل ما يلقي بحتفي في حفرةٍ من حفر كيد الحياة، موسيقى الوحدة بداخلي لا تتوقف حتى ألفتها.

ورغم عزلتي و إعتزالي عن البشر، لا أراهم يتركونني، فأسمعهم يتهامسون و تارة يتنمرون، و إن جلست و إياهم أيضاً لا يصمتون، في كل حالاتهم يثرثرون، أمرهم غريب؛ فمهما فعلت لا يرضون؛ لهذا إخترت أن أصنع عالم لي، غير آبهة بما يقولون، فقط أعيش أنا وحيدةً بين حيطان مزينة بستائر الكتمان، أشاهد عبر شاشة التلفاز أصوات رصاص و أدخنة بمبان . 




♥مداخله من اختي تسنيم♥:-

_أمرك غريب يا هديل عاوزه أسألك: -

كيف هانت عليك الوحدة دي؟


والله يا اختي تسنيم ،زي ما هانت على الجنجويد قتل المواطن في الشهر الكريم. 

♥اختي تسنيم♥:-

-و من وين جبتي القوة عشان تواجهي أحزانك براك؟


_من قوة أم الشهيد المكسورة على فراق حشاها و لسة صابرة عشان تجيب حق الولد

♥اختي تسنيم♥:-

_و لي متين كدا؟


_لحدي ما نشوف فجر الخلاص والمستبد يبدأ يحس و يخلي إهدار الدماء، ولحدي داك الوقت، وِحدة و أسى حتبقى مزوعة في جواي زمن، وكل ما أفكر أنزعا، بلقى الزمن محتاجني أتمسك وأقول: وحدة و ألم، أفضل من الزمن الصعب، زمن الضجيج، زمن القدر.


♥اختي تسنيم♥:-

_غايتو في كلامك عجب، و برضو موزون حبتين، و أنا شوفتي الوحدة صعبة ياخ، والزول وقت يكون بين الناس بيقدر ينسى مرارة الزمن، و يتناسى الحزن، رأيك شنو في كلامي دا؟


_دا قولك  انتي و أنا قولي قلتو ليك، وفي النهاية  أقول ليك الوحدة سمحة لما نختارها.





الكاتبة السودانية / هديل السر الرضي تكتب نصًا تحت عنوان "الحزن يداعب جُل أوقاتي" 





Share To: